تعيش عائلة البطل المغربي في “الكيك بوكسينغ” أيوب مبروك وسط أجواء من الحزن والألم بعد أن تلقت خبر وفاة ابنها ذي ال21 ربيعا وسط أمواج البحر الأبيض المتوسط الهادرة التي أضحت غولا يلتهم مئات الحالمين بالفردوس الأوروبي، وذلك يوم الجمعة 9 نونبر الماضي، إثر انقلاب قارب مطاطي كان يقل 40 مرشحا للهجرة السرية بالسواحل الإسبانية كان من بينهم البطل أيوب الذي يئس من اعتراف وطنه به كطاقة رياضية فاستولى عليه اليأس ممسكا به نحو المصير المجهول. جريدة “العمق” انتقلت إلى منزل عائلة البطل أيوب مبروك الذي استولت عليه مظاهر الأسى والحزن، وقلوب ساكنيه يملأها الوجع، ووجوههم لا تفارقها الدموع والحسرة، حزنا على فلذة كبدهم التي أصبحت رقما ضمن أرقام آلاف الشباب، الذين يقدمون أنفسهم قربانا لشبكات متخصصة في تنظيم الهجرة إلى الحلم الأوروبي الموعود، بحثا عن حياة أفضل في الضفة الأخرى بعد أن اغتال الوطن كل أحلامهم. وتحكي فاطمة عكرود والدة أيوب والدموع لم تفارق عينيها منذ اختفائه السبت 3 نونبر 2018، قصة ابنها الذي اختطفته بحسبها أيادي خفية وسوست له بالهجرة عبر قوارب الموات لتحقيق أحلامه في أوروبا، دون أن تكون على علم مسبق بما كان يخطط له، قبل أن تتلقى خبر كونه ضمن مجموعة من شباب مدينة سلا انقلب قاربهم قبالة السواحل الإسبانية. ”زارتني والدة شاب كان برفقة ابني، وأخبرتني بأن لا أبحث عن أيوب لأنه هاجر مع مجموعة من شباب الحي إلى أوروبا، وبأن القارب تعرض لحادث وانقلب وسط البحر ونصف هؤلاء الشباب قد لقي مصرعه في حين لا يزال النصف الآخر على قيد الحياة”، تضيف فاطمة في حديثها مع الجريدة وهي تذرف الدموع، قبل أن تسترسل قائلة: “هناك من يقول بأنه لا يزال على قيد الحياة ولم يمت، غير أن مدربه تحقق من الأمر بعد عدة اتصالات وتبين فعلا أنه من بين الضحايا”. وأكدت فاطمة عكرود أن ابنها أيوب كان مثالا للشاب الخلوق والمثابر، ولم يكن يتعاطى للمخدرات بالرغم من أنه يسكن بحي يعج بمدمني المخدرات، مضيفة أنه حصل منذ سنتين على شهادة الباكلوريا وتسجل بعد ذلك في الجامعة، ويساعدها في أعمال البيت، كما يساعد إخوته في مراجعة دروسهم. واستطردت والدة بطل المغرب لثلاث مرات في رياضة “الكيك بوكسينغ” قائلة: “ابني ضاع مني، وأطالب بمحاسبة من تسبب في وفاته، وحرق قلبي عليه، يجب معاقبة من يوسوس لهؤلاء الشباب بالهجرة”، مضيفة أن هؤلاء الشباب يقدمون على الهجرة والرمي بأنفسهم في غياهب البحار بحثا عن العيش الكريم الذي لم يجدوه في وطنهم، في حين أنهم لا يطالبون إلا بفرص شغل لا غير. ومن جهته قال الغوتي مبروك، والد أيوب، في حديث مع جريدة “العمق”، إن ابنه الذي توج 3 مرات بطلا للمغرب في “الكيك بوكسينغ” ضحية لانعدام الإمكانيات بالمغرب، مضيفا أن “أصدقاءه أكدوا له بأنه يمكن له أن يحقق كل أحلامه في أوروبا بلاد القانون والحقوق، وذهب معهم ليحقق حلمه، قبل أن نتوصل بالخبر الصاعقة أن القارب تعرض لحادث انقلاب وأن أمواج البحر قد لفظت جثة ابني أيوب”. وشدد الغوتي، على أن أيوب لم يكن يفكر يوما في ركوب قوارب الموت والهجرة إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، وأنه كان يعيش حياة طبيعية ويساعد والدته في أعمال البيت، مضيفا بقوله: “كان يقول دائما بأنه سيعمل بكد ليجمع المال كي يرسل والديه ومدربه الذي رباه إلى الحج”.