في إطار أنشطتها الفنية والثقافية، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، افتتحت جمعية «أتوليه أثار أرت» في رواقها الفني بالمحمدية، معرضا جماعيا لفناني «جماعة الأرض» تحت عنوان: «من الأرض إلى اليد، من اليد إلى الأرض» أول أمس الخميس 20 أكتوبر، والذي سيتواصل إلى غاية يوم الاثنين 31 من الشهر نفسه بالمحمدية. ويشارك في المعرض بأعمال تمتح من جذرنا المشترك «الأرض» مواضيعها كل من الفنانين التشكيليين: عبد المالك بومليك، الامام ادجيمي، شفيق الزگاري، والمصطفى غزلاني. عن هذه التجربة التي انطلقت منذ سنة 2010، يقول الفنان ومدير رواق «أتوليه أثار أرت» المصطفى غزلاني أن هذا المعرض:» مناسبة لإعادة تتبع مسار الاشتغال على هذا المشروع الذي انبثقت فكرته منذ 2010 من الفنانين التشكيليين الامام دجمي، عبد المالك بومليك، المصطفى غزلاني، محمد نجاحي الذين اشتغلوا في مدن كثيرة حول تيمة «الأرض» إلى أن اختمرت الفكرة وأطلقنا جمعية»جماعة الأرض» التي أقامت أول ملتقى بمشاركة 8فنانين من المغرب وخارجه قبل أن تختلف الآراء والسبل وتتوقف الجمعية، لكن مع ذلك حافظت الجماعة، كذوات وكأشخاص، على نفس الجذوة والدينامية للاشتغال. اليوم ، هذا المعرض هو محاولة بعث الحياة في أوصال هذه الفكرة، بضيف جديد استهوته الفكرة هو التشكيلي شفيق الزكاري. وكل ما نطمح إليه هو إعادة تصحيح المسار بنفس جديد وانطلاقة أقوى وأكثر تجذرا والبحث في الأهم والأعمق وهو الأرض التي تمنحنا وجودنا كأشخاص وكأفكار». عن مشاركته الأولى ضمن مشروع «جماعة الأرض»، والإضافات التي يمكن أن تغني هذا المشروع الجمالي، يقول الفنان التشكيلي والناقد الجمالي شفيق الزكاري: «انطلاقا من فكرة المعرض الجماعي حول تيمة الأرض، كان اشتغالي كتشكيلي في سياق الموضوع بطريقة غير مباشرة، محورها قضايا مرتبطة ليست فقط بموضوع الأرض، بل بموضوع ميتافيزيقي له امتدادات في الوجود، حيث أصبح الإنسان في الواجهة كمسؤول عن الطبيعة والأرض، فكانت أعمالي عبارة عن دلالات سيميائية، تم من خلالها تفكيك الفكرة وإعادة ترميمها من وجهة نظر إنسانية وجودية.» وعن التقنيات التي يشتغل بها في هذه التجربة، يقول الزكاري «إن كل الأيقونات التي استعملتها في تكوين عملي، كانت مبنية على تصور أردت له أن يكون حداثيا ومعاصرا، لذلك وظفت فيها كل التقنيات الممكنة للتعبير عن ما هو خفي وراء الطبيعة، إيمانا مني بضرورة تغيير أسلوب الاشتغال لتحديد الفكرة المحورية استنادا لما هو مرئي». يحافظ الإمام دجمي في لوحاته المعروضة على ارتباطه بالأرض، من خلال التطرق الى النقوش الصخرية وما تشكله في ذاكرة الأرض من امتداد عبر الزمن والتاريخ، فيما تلتفت انتباهك ألوان الأرض في صيغتها البكر، في لوحات بومليك، موشومة برموز تحيل على الأثر، أثر الانسان في العمران وفي المنسوج. رائحة الأرض وعناصرها الفائرة، الورق وقد عاد إلى صيغته الأولى وأمه الشجرة، تتسلل إلى الناظر إلى لوحات الغزلاني، وهو يستنطق كنه المعنى من رحم الأرض، فيما يعيد الزكاري اكتشاف الطبيعة وهو يدمج عناصرها في مختبر الحداثة، غايته ترميم مفهوم الإنسان من وجهة نظر فنية. يذكر أن «جماعة أرض» تتطلع الى مساءلة الهوية التشكيلية المغربية في خصوصياتها السوسيو ثقافية، ودعم عتبات جديدة في مسار التشكيل المغربي نابعة من الجذور وتاريخ الخصوصيات الثقافية والاجتماعية. سيتم أيام المعرض عقد ندوة حول موضوع المعرض بمشاركة اسمين هامين في البحث الأركيولوجي هما مصطفى جلوق وحسن زوحل، وذلك يوم السبت 29 أكتوبر 2022 انطلاقا من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بالرواق نفسه .