نظمت دار الشعر بمراكش فقرة جديدة، من برنامجها الشعري «الإقامة في القصيدة» الجمعة الماضية 7 أكتوبر، بمقر الدار (الكائن بالمركز الثقافي الدواديات). لحظة شعرية جديدة شهدت مشاركة الشعراء: سعيد الباز وفاطمة حاسي ونورالدين حدوشي، بينما أحيت، هذه الإقامة الشعرية، الفنانة إلهام الفائز بمعية العازف عبد الغفور أومغار، في حوار شعري- فني لتواصل الدار برمجتها الشعرية والثقافية للموسم السادس (2022/2023)، ضمن استراتيجيتها الانفتاح على تجارب وحساسيات وأجيال القصيدة وشجرة الشعر المغربي الوارفة. وخص الشاعر نور الدين حدوشي جمهور دار الشعر بمراكش، والذي حج بكثافة للقاء، بقصائد جديدة ضمن محاولة لاستدعاء المحكي الشعري في القصيدة الزجلية. ومنذ ديوانه «لعمر جدبة»، والشاعر حدوشي يزاوج بين شغفه بعوالم الطفل والكتابة الزجلية. اختيار واع يوازي تمثله للحس الاجتماعي، ولصور إنسانية في محاولة لتحوير النص الى نبض للحياة. وقرأت الشاعرة فاطمة حاسي قصائدها المسكونة بصوت المرأة، في محاولة للتحرر من واقع «يهوى بنا الى اليأس». قصائد تطير في عوالم اللغة، وتلامس بصوت شفاف «يد الشاعرة»، حين تخط الصور وظلال العالم كما تراه. لاتتكلف الشاعرة، فاطمة حاسي، في توصيف هكذا سواد يلف العالم، فقط نبض الشاعرة وهي «ترسم» الغد بأمل الفرح. ويأتي الشاعر سعيد الباز، متأبطا ديوانه «بأقل اكتراث ممكن»، معتمدا تلك المفارقة الآسرة للكلمات. قصيدة الشاعر الباز، وهي تعمق من تكثيف الصور والدلالة، ومن تعميق التباسات المعنى في محاولة ل»التعريف»، تنفتح على الكثير من الأسئلة التي تفتح رؤى الشاعر على عوالم القصيدة. شعراء «الإقامة في القصيدة»، سعيد الباز وفاطمة حاسي ونورالدين حدوشي، خطوا ديوانا مصغرا في إطلالة على «إقامات» شعرية في القصيدة، اقترحها دار الشعر بمراكش ضمن برمجة تحاول بوعي أن تقترب أكثر من تجربة الشعراء المغاربة، وأيضا محاولة للإنصات الى رؤاهم ولحظة للتفاعل والتقاسم مع جمهور الدار، ضمن سعي حثيث لتحيين الحاجة للشعر ووظيفته.