ابنة مدينة طانطان الأبية مهد المقاومة و الشرفاء، رسمت اسمها بألوان زاهية فوق رمال الصحراء الذهبية، و نسجت خيطا متينا يربط بين الريشة و الكلمة و الشعر و الطرب الأصيل، فسافرت بها بعيدا خارج الحدود، و هي تحمل في قلبها حبا جارفا لأصولها و ثقافتها، كي تتباهى بها بين الأمم و في القارات الخمس، و تعرف بجذورها و أصولها الحسانية كواحدة من الروافد الأساس التي يزخر بها الوطن الحبيب. إنها الفنانة التشكيلية امبيريكة محمد سالم، التي تنحدر من عائلة محافظة ذات أصول عربية صحراوية، مولعة بكتابة الشعر بالفصحى و بالحسانية، تعشق الاستماع إلى الموسيقى التي تطرب الروح و تحرك المشاعر، عشقت فن الريشة و الألوان منذ نعومة أظافرها، و أخذت ترسم بدون انقطاع و كأنها ترى في لوحاتها متنفسا لإحساسها الرهيف، و تحريرا لطاقتها التي تجعلها تحلق في عوالم و دروب من الخيال تمكنها من العودة إلى ذكريات الطفولة و الصبى. فنانة عصامية منسجمة مع ذاتها و قوة أفكارها، التي تستمدها من عشقها للطبيعة و لمحيطها الصحراوي، فتعبر عنها في لوحاتها بمواد مختلفة، كالصباغة الزيتية و الرمل و الغراء و تقنيات أخرى على القماش و الجلد و الزخرفة على الخزف و فن الخط العربي. و قد كشفت امبيركة في حديث خاص، عن سر ارتباطها بالفن التشكيلي، حيث تحدثت عن شغفها بالألوان وعشقها للطبيعة الخلابة و للكتبان الرمية، و عن حبها لغروب الشمس، و عن السماء حين يمتزج الغيث بألوان قوس قزح الساحرة، و عن قطرات الندى التي تحط فوق الورود كالحلمة، و عن صوت العصافير التي تغرد فوق الأغصان بألوانها المختلفة. و حسب الفنانة التشكيلية، فإن عملها الفني بدأ في المدرسة الواقعية التي ساعدتها على صقل و تطوير موهبتها، بعد ذلك، مرت من مدارس عديدة كالسريالية و التعبيرية و الرمزية و الإنطباعية و الرومنسية و التجريدية… حيث راكمت تجربة إبداعية مهمة في مجال الفن التشكيلي، مكنتها من وضع بصمة خاصة تختلف عن غيرها من حيث الموضوع و اللمسة الفنية. شاركت الفنانة امبيركة بلوحاتها في العديد من المعارض الدولية، سواء في أوروبا أو أمريكا اللاتينية، و هي تتضمن ألوانا و أشكالا تعبيرية تعطي انطباعا قويا لدى كل من شاهدها بإعجاب، على مدى افتخار الفنانة العصامية بهويتها و ثقافتها، التي تضرب جذورها في أعماق الصحراء المغربية. مسار الفنانة التشكيلية حافل بالشواهد التقديرية و التكريمات داخل و خارج الوطن، و مساهماتها عديدة في تقديم ورشات فنية من أجل تكوين الشباب، كما أن اهتمامها بالثقافة عموما، و في مجال الشعر الحساني خاصة، بوأها مكانة رفيعة في محيطها الصحراوي. و حسب تصريح أحد الأقارب، فإن الفنانة التشكيلية امبيريكة محمد سالم، أصبحت أيقونة الفن التشكيلي الصحراوي بفضل تمثيليتها للمرأة الصحراوية في العديد من الملتقيات المحلية و الدولية.