في إطار سعي "المسائية العربية" للتحليق في سماء الفن بمراكش،والاقتراب من بعض همومه وانشغالات أهله من الفاعلين في مختلف مجالاته من مسرح ، تلفزيون سينما،غناء،تشكيل. في هذا العدد قابلت "المسائية العربية" الفنانة سعاد شهد الدويري فنانة مسكون بلغة الألوان ،مهووسة بمزاوجتها بالابيض إلى أن تبلغ منها ما يخيل على بهاء البيادي ليلا ،و لمعان الصحاري نهارا، و يجعلها مسربلة في تمازها كما حبات رمل لا يتعبها التجوال أو يثنيها عن التنقل بين الصمت و الفيافي حيث تتوطن في تموج و انسياب طبيعيين باذخين الكثبان الرملية.أشكال فنية من طبيعة عذراء لا يدرك قيمتها الجمالية ، أو يتلمس الروح الثاوية خلف كتلها البلورية سوى من جبل على عشق الصحراء حتى العطش
لم تذهب سعاد لفن التشكيل إلا لانه داهمها قاصدا منها موهبة لم تدركها أول الأمر.لذا لم تتخرج لانها لم تلتحق اصلا باي معهد او باية اطاديمية لدراسة الفن.فهي ترى انا و لدت لاجله،لانه قصدها لاجلها، حتى ايقنت أن اول خط سائل القت به علة بياض الثوب ليس إلا مجرد نهيلة من نبع "طوارقي" ضارب في ثقافة "الرجال الزرق" أمازيغ الصحراء، أو "إيموهاغ" أي الرجال الشرفاء الاحرار" منا يفضلون تسمية انفسهم. عشاق الشعر/تسيسواي، و تينفوسين/ القصص المروية و الفن الغنائي /اساهاغ.من تمة كان اللجوء للرسم،للغة الزخرف و الأشكال و الألوان انفلاته إبداعية تفردت بها سعاد في تلقائية لم تلبث أن أغنتها بالممارسة و بالاحتكاك و الميل للذهاب بعيدا في البحث عن مغامرة في قلب اخرى و من إشارات الخيال و إشراقاته. المسائية العربية: من هي سعاد التشكيلية ؟ سعاد شهد الدويري : سعاد شخصية عصامية بسيطة تلقائية مرحة تجمع بين الأصالة و المعاصرة ولدت و تربت في وسط عائلي تمتد جذوره العريقة الى الصحراء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بحيث يغلب عليها الطابع الصحراوي على كل لوحاتها مما أضفى عليها نوعا من التميز و التفرد عن باقي الفنانين الاخرين المسائية العربية: كيف وجدت سعاد نفسها في لغة الألوان و حركات ريشات الرسم ؟ سعاد شهد الدويري : سعاد و الالوان و الرسم كيان متكامل تستلهم ألوانها من الطبيعة غالبية الالوان هي ألوان دافئة الاحمر البرتقالي و الازرق اللون الاخير احالة الى الطوارق الرحل الذي كان والدها منهم الريشة قلب سعاد النابض على اللوحة و الالوان أحاسيسها المسائية العربية: ماذا يمثل التشكيل بالنسبة اليك هل هو لغة أم ملجأ؟ سعاد شهد الدويري : التشكيل بالنسبة لسعاد هي لغة و ردة فعل كذلك ضد العنصرية و التمييز عنصرية المحيط و الشارع على اعتبار أن لون البشرة شديد السمرة تريد بذلك من خلال لوحاتها تمرير رسالة مفادها أن الجمال ليس حكرا على لون دون آخر المسائية العربية: ما الغاية من ولوج سعاد لفن التشكيل ؟وهل هي رغبة خلق لوحة تحظى بإعجاب بعض من جمهور عريض؟ أم أن الامر يرتبط بما يتجاوز ذلك نحو آفاق أخرى؟ سعاد شهد الدويري : ليست هناك غاية تسمو عن الفن في حد ذاته و لكنني سأتكلم عن حلم أجل حلم سعاد في أن يكون لديها رواق خاص و مرسم تستقبل فيه كل المواهب الشابة التي تفتقر الامكانيات لمواكبتها و دعمها و توجيهها و الأخذ بيدها حتى تصبح كائنا مبدعا له بصمته الخاصة المسائية العربية: أين تموقعين نفسك ضمن الساحة التشكيلية ؟ سعاد شهد الدويري : الفن لا حدود له الفن عالمي كوني لا يحتاج الى أن نعبر عنه فهو سفير نفسه و كذلك الفنان بريشته و ابداعاته و احاسيسه طبعا من الضروري أن ينتمي لأحد المدارس التشكيلية هي التي تصنفه و البصمة التي يضعها على لوحاته هي التي تميزه و يبقى الحكم الأخير لمرتادي هذا الفن من نقاد و محبين