اظن ولا احد سيعارضني. انه من حق كل مواطن قضى عمره في العمل ينتج ويساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد أن يتمتع ويعيش حياة كريمة بعد سن التقاعد أو بما يستحسن ان نسميها مرحلة العمر الذهبي. ملف لا يهم فقط المتقاعد المغربي مقارنة مع وضع كل الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين في العالم الذين ينتظرون في غالب الاحيان الموت البطىء عوض العيش الكريم. حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين، الذي يحل في فاتح أكتوبر من كل عام، فقد وصل عدد المغاربة البالغين 60 سنة فأكثر في سنة 2021 عدد يناهز 4,3 ملايين نسمة، أي ما يمثل 11,7 بالمائة من مجموع السكان، مقابل 2,4 مليون نسمة سنة 2004، أي 8 بالمائة من مجموع السكان. ومن المنتظر حسب الدراسات الديمغرافية المنجزة من طرف المندوبية السامية للتخطيط أن يصل عدد الأشخاص المسنين الى 6 ملايين نسمة في أفق سنة 2030، اي بمعدل ارتفاع بنسبة 42 بالمائة مقارنة مع سنة 2021، وسوف تمثل هذه الفئة 15,4 بالمائة من مجموع السكان. ارقام لها دلالات وإشارات قوية للحكومة المغربية الحالية لا تخاد القرارات اللازمة لضمان العيش الكريم لهذه الفئة من المغاربة التي ناضلت وافنت شبابها وصحتها لبناء المغرب الحديث ولا ينتظر الصدقة ولا الشفقة من اي احد. حسب كل الدراسات تبين انه لا يمكن تحقيق العيش الكريم لهذه الفئة من المغاربة الا بإصلاح المنظومة الصحية ونظام التقاعد والمعاشات. خصوصا وأن ارقام المندوبية السامية للتخطيط تعطينا انذارا واشارة قوية للوضع المزري الذي سيؤثر بشكل كبير على ضمان الاستقرار الاجتماعي.الصحي والاقتصادي نتيجة شيخوخة المجتمع المغربي في أفق2030، الذي سيسجل ارتفاع حالات المرض والإعاقة وهشاشة ظروف المعيشة والاجتماعية. ارقام تجعلنا نطرح عدة تساؤلات متمثلة في : * هل فعلا صناديق التقاعد والمعاشات والمنظومة الصحية قادرة على مواجهة هذا الوضع والتعامل مع الأمراض المعدية وأمراض الشيخوخة المعروفة بكلفتها العالية.؟؟ * هل وضعت الجمعيات النسائية في جدول أعمالها هذا الملف لانه حسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط فان أكثر من نصف الأشخاص المسنين من النساء ومن المحتمل ان تصل النسبة إلى 52.2 بالمائة في2030،؟؟ * هل الأسرة المغربية مازالت متشبتة بتربيتها وواجبها اتجاه الوالدين المسنين .ام علينا أن نهيء دور العجزة لاستقبال المسنين والعجزة؟؟ * هل المخطط الأخضر بإمكانه أن يوفر الشغل لشباب العالم القروي خصوصا ان ارقام تقرير المندوبية السامية للتخطيط المتعلق بشيخوخة المجتمع المغربي تدفعنا نطرح من جديد ملف الهجرة من البادية المغربية الى المدن للبحث عن العمل والهروب من البطالة. لانه بسبب هذه الهجرة الناتجة عن عدم الاهتمام بالمجال القروي وتنميته سيجعل حسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط عدد الأشخاص المسنين يتزايد في الوسط الحضري بوتيرة أسرع بما هو عليه في الوسط القروي وسيتضاعف بنسبة 1,5 مرة بين سنتي 2021 و2030، منتقلا بذلك من 2,8 مليون نسمة سنة 2021 إلى ما يقارب 4,2 مليون نسمة في أفق2030. اسئلة سننتظر الإجابة عنها من الحكومة الحالية بعد مرور 100يوم من العمل الحكومي لنقيم مدى احترام تطبيق المشروع الحكومي الذي قدمته الأحزاب السياسية المكونة للحكومة للشعب المغريي خلال الحملة الانتخابية.