أفادت المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الجمعة، ان المغرب يشهد زيادة في عدد الأشخاص المسنين، بفضل تحسن أمد حياة سكانه بالإضافة إلى انخفاض معدل الخصوبة. وأوضحت المندوبية في مذكرة لها بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين أن عدد البالغين 60 سنة فأكثر، يقرب من 4,3 مليون نسمة، وهو ما يمثل 11,7% من مجموع السكان، مقابل 2,4 مليون نسمة سنة 2004، وحسب المتوقع فسيرتفع عدد الأشخاص المسنين لما يزيد بقليل عن6 ملايين في أفق سنة 2030، وستمثل هذه الفئة 15,4 %من مجموع السكان. وأشارت المندوبية إلى أن أكثر من نصف الأشخاص المسنين(51٪) من النساء، وستصل حصتهن إلى 52.2٪ في 2030، بسبب الزيادة المتسارعة في متوسط العمر المتوقع عند الولادة بين النساء. أمراض مزمنة وبخصوص التوزيع الجغرافي للمسنين في المغرب، فقد أبرزت المندوبية أن عدد المسنين سيزداد في الوسط الحضري بوثيرة أسرع منه في الوسط القروي، ويرجع ذلك أساسا إلى الهجرة القروية في الماضي، وبالتالي، سيتضاعف عدد الأشخاص المسنين في الوسط الحضري بمقدار 1,5 مرة بين سنتي 2021 و2030، منتقلا بذلك من 2,8 مليون نسمة سنة، إلى ما يقارب 4,2 مليون نسمة في أفق 2030. وسلطت مندوبية التخطيط الضوء على تزايد عدد الأشخاص المسنين المصابين بأمراض مزمنة وقصور وظيفي في أفق سنة 2030. فتطور عدد الأشخاص المسنين، ينذر حسب المذكرة، بالصعوبات التي ستواجهها صناديق التقاعد والنظام الصحي، حيث سيتعين على هذا الأخير التعامل مع كل من الأمراض المعدية التي تتميز بها البلدان النامية وأمراض الشيخوخة المعروفة بكلفتها العالية. وسجلت انه وفي الوقت الحالي يعاني من امراض مزمنة ما لا يقل عن 2,7 مليون من الأشخاص المسنين، متوقعة أن يصل عدد المسنين المصابين بأمراض مزمنة حوالي 3,9 مليون شخص في أفق سنة 2030، دون احتساب العواقب الناتجة عن فيروس كورونا. كما تؤدي الشيخوخة غالبًا إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعجز الوظيفي، وتصل نسبة الأشخاص المسنين الذين يعانون من هذه الحالة إلى 45,7% حسب بحث وزارة الصحة، وسيصل عددهم إلى ما يقارب 2,8 مليون في أفق سنة 2030، مقابل 1,9 مليون حاليا. وبينت المندوبية من خلال هذه المعطيات حجم تأثير الشيخوخة على النظام الصحي، حيث سيزيد هذا الوضع من الطلب على الخدمات الصحية و على النفقات الطبية في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لتعميم التغطية الصحية. أكثر من 70 سنة وبخصوص الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر، فقد أوضحت مندوبية التخطيط أنهم أكثر عرضة للمرض والإعاقة وهشاشة ظروف المعيشة، حيث سينمو عدد هذه الفئة منتقلا بذلك من 1,6 مليون شخص، إلى ما يقارب 2,6 مليون في أفق 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 63%. ونبهت المندوبية إلى ان الأشخاص البالغين 70 سنة فما فوق هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة والوقوع في حالة العجز الوظيفي، الشيء الذي يقتضي تعزيز العرض الصحي والتكفل الذي يتلائم مع الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة. ولفتت إلى أن التوقعات تشير إلى أنه و في أفق سنة 2030 ، سيصل عدد الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر والذين يعانون على الأقل من مرض مزمن واحد إلى 1,9 مليون شخص بدلاً من 1,2 مليون حاليًا، كما ستصل نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة فأكثر والذين يعانون من عجز وظيفي إلى 1,7 مليون في سنة 2030 بدلاً من 1,1 مليون في حاليًا.