ماذا يحدث داخل فريق المغربي الفاسي؟ سؤال تطرحه جماهير الفاسية بحدة هذه الأيام، خاصة في ظل حالة الاستعصاء التي رافقت أداء النمور الصفر خلال بطولة الدوري الاحترافي، وكذا تبخر حلم تقديم عطاء يليق بتاريخ هذا الفريق الكبير، الذي وجد نفسه يعاني من حالة عدم استقرار تقني وارتباك تدبيري كبيرين. ففي الوقت الذي كانت الفعاليات الماصاوية تراهن على أن يكون هذا الموسم مخالفا لسابقيه، وأن يتحقق الاستقرار التقني تأبى إدارة الفريق إلا أن تكرر نفس السيناريو، وتزكي ظاهرة تغيير المدربين، التي أصبحت عقدة لدى النادي. فخلال الموسم قبل الماضي تعاقدت إدارة الماص مع ثلاثة مدربين، يتقدمهم محمد مديحي، الذي حقق نتائج إيجابية خلال 7مقابلات، حقق فيها 4 انتصارات وتعادلين وهزيمة، وغادر الفريق وهو يحتل الرتبة الثانية، ليعوض بهشام الإدريسي، الذي لم يأت بالجديد، فترك مكانه لزميله رضا حكم، فكانت النتيجة فشل المغرب الفاسي في تحقيق الصعود. وخلال الموسم الماضي تكرر نفس السيناريو، حيث انطلق الماص رفقة سمير يعيش، قبل أن يخلفه منير الجعواني، الذي سرعان ما تم تعويضه بعبد اللطيف جريندو، دون نسيان المدرب عزيز السليماني، الذي كان يتحمل المسؤولية كلما حدث فراغ تقني، ليكون الصعود قد تحقق بأربعة مدربين. ومع انطلاقة هذا الموسم تم الإبقاء على جريندو ومساعديه هشام مصباح وعزيز السليمان، لكن بعد خمس دورات، حقق فيها انتصارين وتعادلين وهزيمة، تم الانفصال عنه وتعويضه بالأرجنتيني إنجيل غاموندي، إلا أن النتائج لم تكن مرافقة له، حيث عجز الفريق عن تحقيق أي انتصار تحت قيادته، واكتفى بسلسلة من التعادلات، مما جعل المكتب المسير يعقد اجتماعا على عجل، تقرر خلاله فك الارتباط مع المدرب، وتسليمه مبلغ 60 مليون سنتيم كما ينص على ذلك العقد، باعتباره كان يتقاضى 20 مليون سنتيم شهريا. هذا الوضع غير المستقر دفع محبي الفريق إلى فتح نقاش حول من يتحمل مسؤولية هذا الارتباك التقني، فهناك من يعتقد بأن الوسطاء أحكموا قبضتهم على محيط الماص، وهم من ضغط على المكتب المسير للتعاقد مع غاموندي، وأصبحوا يتحكمون في تشكيلة الفريق، بل إن هناك من ادعى أن وسيط غاموندي طلب من بعض اللاعبين التوقيع معه، ومن رفض أصبح خارج المفكرة على غرار حمزة الجناتي، بينما ترى بعض المصادر أن المشكل يتواجد بمستودع الملابس، إذ هناك انشقاق داخل المجموعة، حيث أبدى بعض اللاعبين استياءهم من التعاقد مع أيوب لكحل، الذي كلف ما يناهز المليار سنتيم، ما جعل حماسهم يفتر، وقلت رغبتهم في الدفاع عن القميص، داعين لكحل إلى أن يكون في مستوى هذا المليار ويقوم الدور نيابة عنهم. وهناك أيضا، تضيف مصادرنا، بعض أبناء الفريق الذين همشوا ولم تعد لهم مكانة داخل التشكيلة الرسمية، في الوقت الذي يعتمد فيه المدرب على لاعبين متقدمين في السن ما جعلهم يشعرون بالإحباط. في ظل هذا الوضع، تدعو مصادرنا المكتب المسير إلى أجذ هذه الأمور على محمل الجد، وأن يتعاقد مع مدرب قادر على ضبط أحوال الفريق، وأن يعيد الثقة إلى كل اللاعبين. وأشارت مصادرنا إلى الرئيس باشر اتصالاته مع المدرب امحمد فاخر، الذي طالب بعقد يمتد لسنة ونصف و25 مليون سنتيم كراتب شهري، بينما رفض وليد الركراكي تحمل المسؤولية خلال ما تبقى من هذا الموسم، وطالب بأن يتولى المهمة بداية من الموسم المقبل، فيما أغلق رشيد الطاوسي، صاحب الثلاثية رفقة الماص، هاتفه في وجه اتصالات مسؤولي الفريق، علما بأنه فتح قناة الحوار مع الرئيس. أما جمال السلامي فقد فضل بدوره أن يتحمل المسؤولية مع بداية الموسم المقبل، ليبقى فوزي جمال على طاولة التفاوض إلى جانب التونسي أحمد العجلاني، الذي سبق له أن توج مع أولمبيك خريبكة بكأس العرش، في الوقت الذي لا يجد فيه مراد فلاح ترحيبا من طرف المحبين. يبقى كل شيء غامض لحد الآن داخل المغرب الفاسي، الذي يصر على إدارة ظهره لأبنائه القدامى، والذين تحملوا مسؤولية تدريب الفريق في فترات سابقة، مثل الأشهابي، بونو، الغندور، الغياتي، عزيز السليماني، الذي كان أحد صناع رهان الصعود.