لبى نداء ربه، مساء يوم الجمعة الماضي، المناضل الصلب، والمقاوم الوطني المجاهد، والنقابي المؤسس، الفقيد سعد الله صالح، الذي ووري جثمانه الطاهر صبيحة يوم السبت الماضي بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء. والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ ينعي الفقيد سعد الله صالح، يقف بكل إجلال وخشوع أمام روح أحد أبنائه وأبناء الوطن البررة، الذي وهب حياته لخدمة الأهداف النبيلة لقيم التحرر والاستقلال، ثم بناء الدولة الوطنية الديموقراطية. والفقيد سعد الله صالح مناضل من طينة نادرة، التحق، وهو في ريعان شبابه، بصفوف الحركة الوطنية، وعمل ضمن أطرها شابا يقظا، صلبا لا يلين، ساهم بحظ وافر في ملاحم جيش التحرير، إذ سيذكر التاريخ له، مساهمته كقائد ميداني، في معارك تحرير الأقاليم الجنوبية، والذود عن حياض الوطن فيها، وتوليه رحمه الله الإشراف الميداني والمساهمة فعليا، بتوكيل من قيادة جيش التحرير، على نشاطات تكريس الحرية والاستقلال. ولما حصلت ثورة أيت باعمران العارمة تجند لها، إلى جانب أعضاء جيش التحرير، وكان من المجاهدين الذين استطاعوا استرجاع ثلاثة عشر مركزا إسبانيا. سيحتفظ التاريخ للفقيد أنه كان من مؤسسي الاتحاد الوطني – الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومن قادة العمل النقابي في صفوف النقابة الوطنية للتعليم العتيدة، وهو التزام بصمه بالصدق والتضحية، ودفع ضريبته من جسده وحياته، في السجون والمعتقلات، إبان الاستعمار، أولا، ثم في عهد الاستقلال منذ الستينيات حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي بما في ذلك معاناة تجربة »الكوربيس« الفظيعة … وقد خاض الفقيد معارك الاتحاد الديموقراطية، وتقدم باسمه، في أول تجربة تشريعية في 1963 في دائرة برشيد الذي يعد من رعيل مناضليها المؤسسين الأوائل. وشهد الله أن فقيدنا أدى الرسالة، ولم يستكن لراحة ولا استسلم ليأس، ظل مرابضا في صفوف القوات الشعبية، يدافع وينصح ويوجه ويسأل وينبه ويناقش ويحرص على جمع اللحمة النضالية لبيته الدائم. رحم الله الفقيد، أبا وأخا ورفيقا وقائدا ومقاوما ونقابيا وراعيا للقيم النبيلة للاتحاد، وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يلهم ذويه وأسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان، وتعازينا الحارة إلى زوجته الفاضلة صفوان خديجة وإلى ابنته منال وأبنائه خالد، محمد، زين العابدين، عبد الرؤوف، أبو بكر ، عرفات وأيوب وإلى أخواته وإخوته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.