شيعت جموع غفيرة، عصر أول أمس الأربعاء بمقبرة الشهداء، المناضل النقابي والسياسي عبد الرحمان العزوزي إلى مثواه الأخير، في جنازة مهيبة تقدم صفوفها أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأعضاء المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى جانب قيادات نقابية وسياسية وجمعوية وحقوقية . وأبن الفقيد المناضل الطيب منشد، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل سابقا، في كلمة مؤثرة في حق الراحل وما كان يتميز به من خصال، سواء أكانت نقابية أو سياسية أو جمعوية، كما عزى باسم الجميع عائلة المرحوم، وفي مقدمتها زوجته وابنته وصال وباقي أفراد الأسرة الصغيرة. ونعى المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الفقيد، بتقديم أحر التعازي وأصدق المواساة إلى كل الاتحاديات والاتحاديين، وإلى كل أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة، وإلى كافة أقربائه، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته، إلى جانب الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. وفقدت الحركة الاتحادية، ومعها الحركة النقابية والسياسية الديموقراطية والوطنية، أحد أبنائها البررة، وقائد من قياداتها التي أبلت البلاء الحسن في الدفاع عن الوطن والديموقراطية والحقوق العمالية المشمول بعفو الله، المناضل الصلب عبد الرحمان العزوزي، الذي وافته المنية صبيحة أول أمس الأربعاء بإحدى المصحات الطبية بالدار البيضاء، عن عمر 75 سنة. والفقيد من الرعيل الأول للعمل النقابي، الذي جاءه من الالتزام السياسي في صفوف حزب القوات الشعبية. كان مع المرحوم عمر بنجلون ضمن الأوائل الذين أسسوا النقابة الوطنية للتعليم سنة 1962 إلى جانب القرشاوي مصطفى وسعد الله وأحمد بنعابد… التحق في وقت مبكر بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكان أحد مناضليه الأوفياء، وعاشر خلال مسيرته الثرية، قادة النضال السياسي، الميدانيين منهم والوطنيين، صانعي الاستراتيجية النضالية. التحق بخلايا الحزب، وهو ما عرضه طوال حياته للاعتقالات والتعذيب، بكل أنواعه الشرسة، استطاع في كل الظروف أن يواجه تنكيلات الجلادين بصبر المؤمنين أقوياء النفوس، كما تعلم على يد الشهيد المهدي بن بركة. اعتقل السي عبد الرحمان العزوزي في كل المحطات النضالية التي تجاوزتها الحركة الاتحادية، في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته وثمانينياته. وقد ساهم في بناء البديل النقابي، الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، في منتصف السبعينيات، إلى جانب قادة نقابيين آخرين من أمثال محمد نوبير الأموي شافاه الله، وتحمل مسؤوليات مركزية في (الكدش). كما قاد الفيدرالية الديموقراطية للشغل بعد تأسيسها في 2003، وحوكم الفقيد في سنوات الجمر والرصاص، ضمن مجموعة الشهيد عمر بن جلون، وقبله مجموعة شيخ العرب، والشهيد العبدي، وتلقى أبشع أنواع التعذيب في الكوربيس، إثر اعتقاله في 1973 ضمن الهجمة الشرسة على الاتحاد والاتحاديين، الذي كان اسمه يثير الرعب في اعتقالات السبعينيات، التي انتهت بالاغتيالات والمنافي والتشريد…