منذ إعلان المغرب عن حالة الطوارئ الصحية في البلاد، اتخذت وزارة الداخلية مجموعة من الإجراءات لتفادي التجمعات البشرية التي من شأنها أن تساهم في انتشار الوباء أكثر، و من هذه الإجراءات قرار وزارة الداخلية إغلاق القاعات السينمائية والمسارح، ولكن مع استمرار وباء كورونا لمدة طويلة في البلاد خلف هذا الاغلاق مجموعة من المشاكل في القطاع السينمائي والمسرحي، تواصلت جريدة «الاتحاد الإشتراكي» مع مخرجين ومنتجين، منهم المخرج زكرياء كاسي لحلو، المنتج والمخرج سعيد الخلاف والمخرج أحمد طاهري الإدريسي، لمعرفة هذه المشاكل وتأثيرها على القطاع؟ وماهي مطالبهم لتقليل من خطورة هذه الأزمة العالمية ؟ وماهي رؤيتهم المستقبلية للحقل السينمائي والمسرحي في ظل هذه الأوضاع الراهنة؟ وفي تصريح للمخرج زكرياء كاسي لحلو لجريدة «الاتحاد الإشتراكي»، كشف أن إغلاق القاعات السينمائية والمسرحية خلف أثارا كبيرة على المشتغلين في الحقل السينمائي والمسرحي وبكل ما شكله ذلك من أضرار اقتصادية، اجتماعية ونفسية عليهم، ولكن الأثر الكبير، حسب الحلو، هو الفراغ الثقافي و الفني الذي خلفه هذا الاغلاق عند عموم الجمهور، حيث قال» «ففي الوقت الذي كنا نعمل جاهدين لترسيخ الثقافة الفنية المسرحية والسينمائية، ونحاول تقريبها إلى الناس عن طريق مجموعة من المهرجانات و التظاهرات الثقافية التي كانت بالكاد تحقق نتائج إيجابية في التواصل مع الجمهور من أجل تنوير العقول و تطهير النفوس حتي أصابنا هذا الوباء، وتسبب في قطيعة بدأت تطول ، ولا أحد يعرف متى سنتغلب عليها أو كيف سننتهي منها؟» وأضاف المخرج زكرياء كاسي لحلو قائلا: «مثلا نحن في فرقة» سينيرجيا « كنا قد انتهينا من إنتاج عمل مسرحي جديد وحددنا موعد العرض الأول مع إنجاز الديكور و طبع المنشورات وغيرها من الاستعدادات لإنجاح هذا اللقاء الفني الفرجوي، لكن قرار المنع جاء أسبوعا قبل العرض الأول، و ألغيت معه الجولة المبرمجة داخل وخارج المغرب». وأكد زكرياء كاسي لحلو على أن وزارة الثقافة قامت بمبادرات عن طريق مديريتها الجهوية للتخفيف من هول الصدمة والتقليل من أضرارها، و لكن ذلك غير كاف. وأضاف لحلو أنه يجب التفكير في حلول جذرية وعميقة و طويلة الأمد. ويتوقع المخرج زكرياء كاسي لحلو أن هذا العام سيصبح مختلفا، حيث قال « سنتأثر كثيرا مما وقع وسيحتل العالم الافتراضي والرقمي مساحات أكبر في الإنتاج و توزيع المحتوى الثقافي والفني «نيت فليكس نموذجا» رغم كل الصمود والمقاومة التي يمكن أن نقوم بها كمشتغلين في المجال الفني و خصوصا الفنون الحية». و بنسبة للمنتج والمخرج سعيد الخلاف قال إن الانتاجات السينمائية لم تتأثر، لأن المركز السينمائي حافظ على وتيرته في دراسة المشاريع الفنية ومنح الدعم لمجموعة من الأعمال التي تنتظر التصوير، ولكن الذي تأثر، حسب الخلاف، هو الترويج للأفلام السينمائية بسبب إغلاق القاعات السينمائية والمسارح. وأضاف المنتج والمخرج سعيد الخلاف أن هذا الاغلاق سبب لهم ضررا كبيرا لأنه لم يشتغل طيلة 15 أشهر. و أشار أيضا إلى أن الأمور غير واضحة لحد الآن في ظل هذه الأزمة العصيبة. وأبرز سعيد الخلاف أن الدعم الذي منحته وزارة الثقافة غير كاف..، وكانت تطلعاتهم كبيرة، لأنه لم يسبق لهم أن عاشوا مثل هذه التجربة العصيبة التي أدت إلى توقف القطاع بشكل كامل، و ما خلفه من أضرار كبيرة على التقنيين والفنانين الذي ليس لديهم أي مورد سوى المجال الفني، و يتوقع سعيد الخلاف أن جميع القطاعات ستتأثر، وسيلزمها على الأقل خمس سنوات للنهوض و من بينها القطاع السينمائي و المسرحي. وأضاف الخلاف أنه بعد انتهاء أزمة كورونا ستكون هناك حركية غير مسبوقة في المجال من حيث الإقبال على الممثلين و الانتاجات . وربطت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أيضا الاتصال بالمخرج أحمد الطاهري الإدريسي، الذي قال، حسب تعبيره، إن المجال الفني ينظر له دائما كالحائط القصير، لأن الحكومة قامت بالسماح للمقاهي و المطاعم والفنادق بالعودة لممارسة أنشطتها، ولم تسمح للمسارح و القاعات السينمائية، لأنها تعتبرها غير مصدر اقتصادي وهذا يعتبر ظلما. وأضاف المخرج أحمد الطاهري الإدريسي أنه عانى بشكل كبير في هذه الفترة الصعبة، وأن الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة غير كاف، ويجب التفكير في حلول ناجعة من أجل فتح قاعات السينما والمسارح مع أخذ بعض الإجراءات الإلزامية كالتباعد الجسدي و تحديد عدد المقاعد مثل بعض الدول الأوروبية فرنسا نموذجا، لأنه إذا استمر هذا الوضع حسب المخرج الطاهري سيكون القطاع الفني في أزمة كبيرة. ويظل السؤال المطروح متى ستفتح القاعات السينمائية والمسارح في وجه الجمهور؟