وما تلك الحلكة الليلية إلا بعدها فجر فلسطيني مشرق، ولا يمكن مهما بلغت الأمور من تعقيد وصعوبة واشتدت المؤامرات شراسة، إلا أن يكون هناك ضوء في نهاية النفق المظلم حيث تشهد القضية الفلسطينية سلسلة من المتغيرات وكذلك الاستحقاقات، لا بد من العمل على الحفاظ عليها واستثمارها لصالح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنها لفرصة تاريخية اليوم وبعد أن تم إلغاء اتفاقيات أوسلو ووصول المفاوضات مع الاحتلال إلى طريق مسدود أن يتم الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ونحن ذاهبون إلى مؤتمر القمة العربية على مستوى وزراء الخارجية وفلسطين تترأس القمة العربية، وأن نعيد ترتيب أوراقنا العربية بالحوار الهادئ والبناء على أسس الرؤية الصائبة، وفي مقدمة ذلك حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل وتعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية، لأن في ذلك مفتاح الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية، وأن الأمن القومي لن يتحقق إلا عبر هذا الخيار، ولدينا اليوم المبادرة العربية للسلام، والموقف الأوروبي الداعم للنضال الفلسطيني وحقوق شعبنا، ولدينا الإجماع الدولي والاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأممالمتحدة، بالإضافة إلى أن العالم أجمع مؤيد لحل الدولتين، وهناك اعترافات برلمانية دولية تتوالى بدولة فلسطين، وعلى هذا الصعيد تم افتتاح سفارات لدولة فلسطين في أغلب دول العالم وأن فلسطين أصبحت عضوا في العديد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كل ذلك يدفعنا إلى إعادة ترتيب أوراق القضية الفلسطينية في مواجهة سياسة الاحتلال العنصري، مما يعني أننا أمام واقع يتطلب حسن استغلاله على نحو إيجابي ولصالح فرض السلام العادل بقوة وحدة الموقف العربي إلى جانب مشروع دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو بعاصمتها القدس الشرقية، وبحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الأممي 194 ومبادرة السلام العربية، ومن هنا أيضا تأتي المواقف الثابتة للقيادة الفلسطينية لتؤكد وحدة الهدف وعمق العلاقات العربية الفلسطينية وصفاءها ورسوخها أولاً والتنسيق السياسي على ضوء التطورات الأخيرة، ولكي يخرج مؤتمر القمة العربية على مستوى وزراء الخارجية بوحدة تستطيع أن تواجه ما يحاك من مؤامرات للنيل من القضية الفلسطينية ضمن فرض سياسة الأمر الواقع الإسرائيلية. إن القمة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المنوي عقدها في التاسع من شتنبر 2020، وفي ضوء رئاسة فلسطين لمؤتمرها، تعد خطوة مهمة جدا من أجل اعادة بناء أواصر الثقة والانطلاق نحو تصحيح المسار العربي، فلا بد من إعادة الأهمية لمبادرة السلام العربية والتأكيد على تطبيقها رزمة واحدة وعدم تجزئتها أو القفز وتجاوز بنودها حيث يمارس الاحتلال محاولاته الداعية لتطبيق صفقة القرن الأمريكية وتنفيذ مخططات الضم الإسرائيلية على حساب النضال الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها . إن الخيار الوطني الفلسطيني هو خيار الجميع وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطيني أهم متطلبات المرحلة وكل الخيارات أصبحت واضحة وجلية في هذا المجال، ولا سبيل أمامنا سوى الحوار لمعالجة كل خلل في ساحتنا الوطنية والعربية، فلا مجال لاستمرار الاحتلال في سياسته التعسفية وإجراءاته وعدوانه على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا بد من وضع النقاط على الحروف والانطلاق نحو تعزيز العمل الوطني والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وهذا ما نأمل أن يتم التأكيد عليه من خلال ترأس فلسطين للقمة الوزارية العادية . سفير الإعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]