إن المجتمع الدولي مطالب بوضع آلية بشأن فرض عقوبات ومقاطعة وعزل الاحتلال الإسرائيلي بهدف حماية السلام والأمن والاستقرار ولتحقيق الحرية والعدالة والتنمية وحقوق الإنسان ومنع التمييز والفصل العنصري الذي بات نهجاً تمارسه وتطبقه ضد الشعب الفلسطيني، ويجب على حكومة الاحتلال أن تدرك أن تمردها وعدم تعاطيها مع التشريعات والقانون الدولي لن يستمر بلا ردود عملية وفرض عقوبات من قبل مختلف دول العالم. إن حكومة الاحتلال تعد هي القوة القائمة باحتلال الدولة الفلسطينية، وهذا أطول احتلال يعرفه العالم ولم يعد هناك أي دول تحتل الأخرى وتمارس هذه الانتهاكات بحق الشعوب إلا دولة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، والتي لم تستجب إلى القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وأعراف السياسة والإنسانية، وتستمر في ممارساتها وعدوانها متحدية كل القوانين الدولية ومستمرة في سياساتها وممارساتها الاستعمارية والعنصرية، بل تحاول إعادة انتاج الاحتلال وتدمير كل فرص السلام العادل والشامل بالمنطقة وتمارس ابشع صور الارهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني سواء عبر الاعتداءات على الاسرى وحرمانهم من حقوقهم او سرقة الاراضي الفلسطينية واستمرار مخططات الضم الاسرائيلية، وهي بذلك تعبر عن وجهها الحقيقي والعدواني أمام دول العالم، ضاربة بعرض الحائط كل الحقوق وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا واستمرار انتشاره من خلال الاحتكاك اليومي من قبل جنود الاحتلال بالمواطنين الفلسطينيين وسماحها بتنقل العمال بين مدن الداخل ومدن الضفة الغربية دون أي رقابة مسبقة؛ مما يساهم بانتشار الأمراض وتطور وضع وباء كورونا في مدن الضفة الغربية. إن حكومة الاحتلال مستمرة في الاعلان عن مخططاتها الاستعمارية العنصرية للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية بالقوة وضمها إلى ما يسمى السيادة الإسرائيلية، منتهكة على نحو فاضح ووقح القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة والاتفاقيات والمواثيق الدولية، سواء تلك التي تنظم العلاقات الدولية أو تلك المتعلقة بالاحتلال والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، في ظل استمرار دعم الإدارة الأمريكية لكل مخططات الضم غير القانونية والمخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام وتجاوز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعطي وتمنح سلطات الاحتلال الاستمرار بممارسة مشاريع الاحتلال الاستعمارية التوسعية المتمثلة بالضم واستمرار الاحتلال. في ظل استمرار هذا العدوان نتطلع إلى ضرورة استنهاض موقف عربي أكثر صلابة وجدية في وجه العدوان واستمرار العمل على المستوى الدولي وخاصة الموقف الاوروبي، من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والتأكيد على الاستمرار والتمسك بكل فرص السلام، التي انقلبت عليها حكومة الاحتلال والعمل مع دول العالم أجمع لحماية الشعب الفلسطيني من خلال استمرار المواقف السياسية الداعمة للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والداعمة للدولة الفلسطينية المستقلة. إن القيادة الفلسطينية وخلفها كل الشعب الفلسطيني متمسكون بالسلام العادل والشامل الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة على أساس الشرعية الدولية، ويؤمن بضرورة تحقيق العدالة وهو مستعد للتضحية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ومن هنا بات من الضروري العمل على توفير الدعم الدولي ومساعدة الشعب الفلسطيني في اقامة مؤسسات دولته وخاصة في ظل استمرار الاحتلال فرض حصاره واستمراره في مخططاته لتدمير كل آفاق السلام بالمنطقة، وإن القيادة الفلسطينية تواصل جهودها بالعمل مع كل دول العالم، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية ويجسد الدولة بمؤسساتها وسيادتها وعاصمتها القدس. سفير الاعلام العربي في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]