في مشهد مثير للاستغراب تستمر لعبة الانتخابات الاسرائيلية ولم يتمكن الشارع السياسي الاسرائيلي من حسم الانتخابات الثانية وبات الجميع ينتظر ما سينتج عن إعادة الانتخابات الاسرائيلية لانتخاب الكنيست للمرة الثالثة على التوالي حيث تفشل الأحزاب الاسرائيلية المتنافسة في حسم تشكيل الحكومة الاسرائيلية وباتت لعبة شد الحبال والصراع على السلطة فى اوج مراحلها وهذا يعنى الاستمرار في تنفيذ مسلسل العدوان على الشعب الفلسطيني وممارسة العنصرية في المزاد العلني للانتخابات الاسرائيلية حيث يتم التنافس على من يقدم برامج أكثر عدوانية وعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني ومن ينوى ضم الضفة الغربية والاستفراد بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وأظهر أحدث استطلاع إسرائيلي للرأي أنه في حال جرت انتخابات للكنيست فإن معسكر اليمين والحريديين بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيتراجع إلى 54 مقعدا في الكنيست قياسا ب55 مقعدا حاليا وأن قوة معسكر الوسط ويمين والوسط / يسار بقيادة رئيس كتلة اسود ابيض بيني غانتس ستبقى 44 مقعدا في مقابل ذلك ستحصل القائمة العربية المشتركة على مقعد إضافي لتصبح 14 مقعدا وأشارت نتائج الاستطلاعات إلى رفض أغلبية الإسرائيليين منح الحصانة البرلمانية لنتنياهو وفى الوقت نفسه تستعد الأحزاب الاسرائيلية إلى إعادة إجراء الانتخابات العامة الثالثة والمقرر اجرائها في الثاني من مارس/أذار المقبل والتي تجري في غضون أقل من عام بعد الانتخابات التي جرت في إبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول من العام الماضي . وتعتبر الانتخابات القادمة حاسمة لمستقبل نتنياهو السياسي الذي أخفق في تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة كونه يواجه الاتهامات والسجن ينتظره في قضايا فساد تتعلق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة خلال فترة حكمه السابقة التى شهدت فيها عملية السلام تراجعا واضحا على جميع المستويات وكانت مرحلة كارثية تجاه الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية فهو كان يعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي ومارس عمليات القتل والحروب ضد ابناء الشعب الفلسطيني من اجل بقاءه فى الحكم وكان ماهرا فى النصب والاحتيال وضاربا في الفساد . لقد اثبتت التجربة الماضية الخاصة بالانتخابات الاسرائيلية ان مجتمع الاحتلال قائم على العنصرية والكراهية التي تمارسها مختلف الاحزاب الاسرائيلية المتطرفة وحقدهم الاعمى وسلوكهم المتطرف تجاه الشعب الفلسطيني وتعبير عن كرههم للعرب والمسلمين وفى ظل ذلك لم تسعف نتنياهو الرعاية الامريكية والحماية التى وفرتها امريكا برئاسة ترامب لحليفهم وان حصيلة ما جرى من وقائع على صعيد الانتخابات لدى الاحتلال يكشف زيف الديمقراطية لديهم وان الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الشعب الفلسطيني كشفت ايضا زيف العلاقات بين حكومة الاحتلال وإدارة ترامب وان ما جرى هدفه الاساسي هو تكريس واقع الاحتلال واستمرار سرقة الارض الفلسطينية والتمدد الاستيطاني فالسياسات الأميركية والإسرائيلية تؤكد أنها سياسات عدوان وتدمير وحصار وقتل واستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات (صفقة ترامب – نتنياهو) التى يحاولون تمريرها ضمن المشهد السياسي الاسرائيلي. بالتأكيد سيكون لنتائج الانتخابات الاسرائيلية تأثيرات وانعكاسات واضحة علي الشعب الفلسطيني ولكن القضية المهمة هنا في هذا المجال هو ان يتم مراجعة شاملة للواقع الفلسطيني وضرورة الخروج بإستراتجية وطنية لمواجهة غطرسة الاحتلال وتجسيد الوحدة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من اجل تفويت الفرصة على الاحتلال ووضع حد لسياسات الابتزاز الاسرائيلية . سفير النوايا الحسنة في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]