ساحة جامع الفناء، القلب النابض لمدينة مراكش، ساحة جامع الفناء العشق الأبدي لكبار المبدعين من كتاب وفنانين ورسامين مغاربة وأجانب، ساحة جامع الفناء الإرث الإنساني اللامادي .. ساحة جامع الفناء لم يعد لها نبض اليوم كفضاء للفرجة.. كان مبررا أن تستريح في الزمن الكروني في مرحلته الأولى ، كان مبررا أن لا تكون بؤرة لانتشار وباء كورونا ، لكن غير المبرر هو عدم التفكير في مصير أزيد من 440 حلايقي ممن لا دخل لهم سوى ما تدره عليهم الساحة من دريهمات تسد بعض الرمق.. صرخة من قلب الساحة أطلقها الحلايقي الشهير الكوميدي عبد الإله المسييح، من خلال مباشر على الوسائط الاجتماعية، صرخة فيها الكثير من الألم ، وفقدان الأمل، صرخة عبر من خلالها أن لا أحد دافع عن الحلايقية ، لا أحد سأل عنهم، عادت الحياة الى المقاهي، الى المحلات التجارية، الى الكثير من القطاعات ، لكن لا احد سأل عن مئات الحلايقية الذين يعيشون حالة العوز والجوع والمرض ، يقول عبد الإله المسييح في الفيديو الذي نشره في صفحته الخاصة..» راسلنا الولاية، راسلنا البلدية ، راسلنا كل الجهات ولا أحد رد علينا، كل الأذان صماء، رجاؤنا الآن فقط في الله وفي ملك البلاد…» . صرخة المسييح هي تعبير واحتجاج مشروع وهو نفس ما يحس به كل الحلايقية بهذه الساحة.. لم يتمالك المسييح نفسه وهو يتجول في الساحة وهي فارغة من فرجتها إلا قلة من الأدميين ممن يعبرونها قصد التوجه الى محل ما، وفي لحظة ما تألم كثيرا وهو يذكر أنه اقترض غذاءه وامتزج كلامه بالدموع لينهي شريطه المباشر.. لقد تحدث بحرقة ، بألم ، لقد أبكى كل من شاهد صرخته وهو الذي اعتاد أن يرسم الفرحة على وجوه آلاف المغاربة والأجانب… صرخة المسييح هي صرخة لكل الحلايقية، صرخة لمراكش، صرخة لنا جميعا نحن من نجد في هذه الساحة حينما نفر من أحزاننا فضاء للمتعة والفرح..