الخرافات والأساطير مجرد اعتقادات أو أفكار قائمة على مجرد تخيلات دون وجود مسبب عقلاني أو منطقي مبني على العلم أو المعرفة، وترتبط هذه الاعتقادات بفلكلور الشعوب أو بالأنماط العليا للتفكير، حسب التحديد الذي وضعه لها جيلبيرت دوران، حيث إنها عادة تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال وقد تكون دينية أو أسطورية، أو ثقافية أو اجتماعية، وقد تكون شخصية ترتبط ببعض الأفراد الذين يصنعون خرافاتهم بأنفسهم، أو يدفعون الآخرين المحيطين بهم إلى صنعها والتكتل حولها. جزيرة الزمرد بالإضافة إلى ما سبق، فهناك روايات مشهورة لجزيرة أخرى تتلاشى في العدم أمام اعين البحّارة، تُسمى «جزيرة الزمرد» Emerald Island الواقعة في جنوب جزيرة ماكواري بين نيوزلندا وأنتاركتيكا، حيث تم الإبلاغ عن الجزيرة لأول مرة في عام 1820 عندما اكتشف القبطان البريطاني «ويليان إليوت» وطاقمه على متن سفينتهم «إميرالد أو الزمرد» جزيرة مجهولة جنوب جزيرة ماكواري. زعم طاقم السفينة أن الجزيرة كانت جبلية وعرة ، لديها منحدرات وقمم مرتفعة، وأطلقوا عليها اسم «جزيرة الزمرد» كإسم سفينتهم. عندما حاولت الرحلات التالية معاينة الجزيرة في أربعينيات القرن التاسع عشر ، لم يعثروا على مثل هذه الكتلة البرية في المنطقة المشار إليها، ثم في تسعينيات القرن التاسع عشر، عثرت سفينة نيوزيلندية على الجزيرة المفقودة مرة أخرى، واصفة إياها بنفس الطريقة التي وُصفت بها أول مرة. تبع ذلك عدة رحلات استكشافية أطلقها الكابتن «جون كينج ديفيس» في عام 1909 تسير على نفس الإحداثيات التي وصفتها السفينة النيوزيلندية ، ومع ذلك لم تجد تلك البعثات أي أثر للجزيرة الجبلية الكبيرة المزعومة، وعلى الرغم من التقارير المتناقضة بشكل محير عن وجود جزيرة في تلك المنطقة، إلا أن جزيرة الزمرد ظلت تظهر على الخرائط حتى أواخر الثمانينات . جزر وهمية تظهر وتختفي في نفس الوقت في بعض الأحيان لا تتلاشى الجزر فحسب، بل تظهر من العدم أيضاً لتختفي مرة أخرى، فحسب تقرير غريب للغاية جاء عام 1878، ظهرت جزيرة من العدم فجأة قبالة ساحل قرية Ballycotton الساحلية في إيرلندا، وكانت الجزيرة على ما يبدو واضحة للعيان وحقيقية بشكل مؤكد، حيث أمكن للناس رؤية شكل التكوينات الصخرية والشواطي الرملية للجزيرة، وحتى الجبال والأشجار والنباتات التي نمت على شواطئها، ومن ثم انطلقت بعض القوارب لاستكشاف الجزيرة ومحاولة الهبوط عليها، لكن الغريب أنه عند اقترابهم من الجزيرة بدت غير واضحة وبعيدة، وذلك قبل أن تختفي من الوجود تماماً كما ظهرت! وتتجلى مثل تلك القصص عن الجزر الوهمية الغريبة في كثير من مشاهد التاريخ البحري . ففي السبعينيات من القرن الماضي، كانت هناك جزيرة غير معروفة تم اكتشافها، كانت تقع داخل حوض نهر الجانج وإبراهمابوترا الشاسع بين بنغلاديشوالهند. وقد تم رصد الجزيرة لأول مرة عام 1970 بواسطة قمر صناعي أمريكي و وتم وصفها بإنها جزيرة بطول ميلين تقريباً ، وتمتد بالقرب من حافة نهر هاريابانجا، على حدود بنغلاديشوالهند، فكانت الجزيرة موجودة بالتأكيد في ذلك الوقت، حيث شوهدت وتم توثيقها على نطاق واسع، كما أثار وجود هذه الجزيرة الجديدة نزاعًا بين البلدين، أراد كل منهما المطالبة بالأرض من أجل تمديد حقوقهما الإقليمية، وكان لديهم حتى أسماءهم الخاصة للجزيرة الجديدة، حيث أطلقت الهند عليها اسم «جزيرة نيو مور»، وبنغلادش أشارت إليها باسم «جنوب تالباتي»، وأصبحت الأمور ساخنة لدرجة أن الهند ذهبت إلى أبعد من ذلك بإرسال سفن حربية إليها من أجل تأمين الجزيرة من تلقاء نفسها في عام 1981. ولكن بحلول الوقت الذي قضت فيه محكمة الأممالمتحدة في عام 2014 بحل النزاع في النهاية، وقضت أن الجزيرة تابعة لبنجلاديش، اختفت الجزيرة بشكل غامض من على وجه الأرض، وما حدث لها، لا أحد يعلمه ! جزيرة ساندي لغز آخر عن جزيرة تُعرف بجزيرة «ساندي» والتي من المفترض أن تكون موجودة بالقرب من جزر تشيسترفيلد، بين أستراليا وكاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ. لم تكن تلك الجزيرة قطعة صغيرة من الأرض، ولكن بلغ طولها حوالي 15 ميلاً، وعرضها 3 أميال، وتغطي مساحة قدرها 45 ميلاً مربعاً، أي حوالي ضعف مساحة جزيرة مانهاتن ونصفها. كانت جزيرة ساندي تظهر بشكل طبيعي على الخرائط والأطالس، وكان أول من ذكر الجزيرة المستكشف البريطاني الكابتن «جيمس كوك» الذي مر بها في عام 1772، وكتب عنها في مجلته . أول اكتشاف رسمي لجزيرة ساندي كان في عام 1792، عندما شاهدها الملاح الفرنسي «جوزيف دي بروني دي إنتريكاستو»، كما تمت مشاهدة الجزيرة بشكل متقطع على مدار القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأحياناً تكون السفن التي تمر بالجزيرة قريبة بما يكفي لوصف الغطاء النباتي والسواحل والتضاريس الخاصة بها، لذا بدأت تظهر إحداثيات الجزيرة بانتظام على الخرائط والمخططات الملاحية خصوصاً بعدما تم وصفها وتعيينها بشكل خاص من قِبل طاقم سفينة صيد الحيتان البريطانية Velocity في عام 1876، والذي وصف الصخور والشواطيء الرملية.