في اُمسية مفعمة بكل معاني الانسانية المتبادلة بين جمهور نوعي حاضر ووجوه تراقب من نافذة عبد الرفيع جواهري كما قال الشاعر عبد الحميد جماهري، مدير تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي، في بداية كلمته بمناسبة تكريم صاحب «نافذة» وتوقيع كتاب باسم جيل ظالم للاعلامي جمال بدومة مساء يوم الجمعة 6 مارس بالقاعة المتعددة الوسائط بالمدينة السفلى بالمحمدية في إطار سلسلة اللقاءات التي تنظمها جمعية أجيال 21 كما عبر عن ذلك عبد الغني عارف رئيس الجمعية في كلمة الافتتاح. هذا اللقاء المتميز حول تكريم الشاعر عبد الرفيع جواهري وتوقيع كتاب باسم جيل ظالم من خلال تقديم شهادات عن الكتابة الساخرة في الصحافة المغربية حضرته فعاليات ثقافية وجمعوية وسياسية وإعلامية ونقابية ... وأدار أشغاله الصحافي عبد الصمد بنشريف بتقديم جاء فيه أن جواهري كان يلتقط نبرات الشارع، إنه شاعر الوجدان، شاعر القمر الأحمر وشاعر راحلة. يلتقط نصوصه الساخرة إنطلاقا من تشخيصه للواقع ثم ينتقده في سخرية يمتزج فيها بين الألم والتمزق كان من أبرزها " بوقرفادة " احدى النصوص التي كانت تنشر في ركن نافذة بجريدة الاتحاد الاشتراكي. وتساءل حسن أوريد بعد إشارته الى ما اسماه بصدمة الاستعمار التي أفضت إلى ضياع جيل مثقف رفع سلاحه ضد مختلف التجاوزات، وهو الجيل الذي ينتمي إليه عبد الرفيع الجواهري، جيل احتضنه جيل الحركة الوطنية. وتحدث أوريد عن مسؤولية المثقفين والنخب، ذلك أن المجتمعات تحتاج الى نخب تعبد الطريق. وذهب إلى أن الذي جعل النخب تتخلى عن مسؤوليتها هو هيمنة قيمة المال بعد سقوط جدار برلين، ليخلص في النهاية إلى ضرورة تسليم المشعل لجيل جديد واضح الرؤى يحمل الغضب والأمل قادر على ان يحمل الرسالة وأن يعبد الطريق عن طريق الثقافة والإبداع. وعن كتابات جواهري، قال أوريد إنها حارقة ومفعمة، كتاباته محطات من مخيلنا الجماعي: القمر الأحمر و ركن «نافذة» الذي كانت تنشره جريدة الاتحاد الاشتراكي، وتابع: «هو من الذين أبدعوا في السياسة، يعترف بالتراث الشفوي وباللغة الشعبية، يعترف لهؤلاء الأشخاص الذين يحتفظون بهذا النوع من الشعر وبفضله ظل عدد كبير منهم حاضر، كان جواهري من خلال "نافذته" على المجتمع يجسد معنى مهمة المثقف، مزعج، ضمير حي، شخص لا يخلد للنوم، منخرط في المجتمع». ومن جهته، قال عبد الحميد جماهري، صاحب الركن الساخر "كسر الخاطر" بجريدة الاتحاد الاشتراكي، إنه اكتشف خبرا سارا ذلك أن للسخرية سلالة، مضيفا أنه على عكس الغضب نحن لا نحتاج أجدادا في السخرية بل نحتاج الى آباء. ومع توالي السخرية، يقول اجماهري، تصبح هي الاناقة لهذا اليأس ، فلا تعيش الا اذا كان ضدها . وعن تجربة " جيلنا"، يقول المتحدث، كان لابد من البحث عن السخرية، في قيم التراجع العقل / العبث. و البحث عن لغة تواكب هذا التحول. السخرية المرة التي عبر عنها الجيل الثاني من الشعراء الساخرين نوع من الترتيب الموجه ضد السلطة و عن تجربة "كسر الخاطر" اعترف جماهري باستتنجاده بنافذة عبد الرفيع الجواهري. واعتبر حسن طارق كاتب "جيل ظالم" للإعلامي جمال بدومة موقف عمومي، كتابة حول الذات والذاكرة ومدينة الطفولة. وقال إن الحديث عن بدومة حجة مناسبة للحديث عن عبد الرفيع جواهري باعتبار علاقته بأجيال تتوارث الكتابة الساخرة تكون قادرة على مواجهة القرف الذي يواجهه الكاتب. مذكرا بالمشهد السياسي وقت كانت السلطة تهاب النكتة، لأن «نافذة» عبد الرفيع كانت سخرية تفكيك ناعم و محاولة لإزالة السحر. وتابع حسن طارق أن عبد الرفيع الجواهري «فتح نوافذ الالتزام الثقافي المثقف الذي تعبأ وانخرط في جيل سياسي تقدمي كما في الوجدان من خلال رائعتيه القمر الأحمر و راحلة. وعن دواعي الكتابة، قال جمال بدومة، هو المشترك العميق، مدينة ميدلت وهذه الصرخات، فكان التفكير في حسن أوريد وعبد الرفيع جواهري و آباء رمزيين كان لهم الفضل في الحلم والفضل في الانخراط في جيل التقدمية. أما عبد الرفيع جواهري، فقد اعتبر أن لمس في خطاب بدومة ثقافة الإحساس بالاعتراف، وأن في نصوصه إعادة كتابة الشباب الساخرة، مستحضرا الركن الساخر بجريدة الاتحاد الاشتراكي "كسر الخاطر" لشاعر عبد الحميد اجماهري الذي اعتبره احدى النوافذ الساخرة المتميزة في الحقل الصحافي. وعن تجربته الساخرة حكى جواهري عن نص بنافدته تحت عنوان " شكل ثان حبك انت" مباشرة بعد خطاب الملك الراحل الحسن الثاني، حيث تعرض للاستنطاق لمدة 6 ساعات، وهو ما اعتبره واجبا كمواطن وكمثقف. كما استعاد ما حصل بعد صدور نافذة تحت عنوان " التخنفير" حول ما تعرضت له فاطمة تباعمرانت وفاطمة قسو، وهما مطربتان بخنيفرة، حيث تم قص شعرهما وحرقه من طرف باشا المدينة بساحة الباشوية فتم توقيفه مباشرة بعد صدور الجريدة، إلا أنه وبعد مرور ايام قليلة يتم ترقيته من باشا الى والي! هذا اللون من الكتابة يقول عبد الرفيع، أثار عليه حفيظة بعض الأصدقاء حول استعمال الدارجة والأمازيغية في الكتابة الساخرة. مبررا كتابته بأنها موجهة إلى شعب مرح. وعن انتمائه يقول الجواهري هو ينتمي الى جيل فتح عينيه على مغرب ليس بمغرب كما كنا نحلم به، جيل لا يعبر عن نفسه يحتاج إلى من يعبر عنه.