لم يخف الشاعر عبد الرفيع الجواهري تأثره بالتكريم الثاني الذي خصصته له مدينة الزهور شاعرا غنائيا ثم كاتبا ساخرا أسس لهذا الفن الصعب في الصحافة المغربية منذ الثمانينات من خلال "نافذته" الشهيرة وذات الأثر النقدي النافذ. وقال، عشية الجمعة بالخزانة الوسائطية بالمحمدية، إن مشاعر خاصة تغمره وهو يعاين كيف تتيح له ثقافة الاعتراف النبيلة فرصة ثانية وفي ظرف وجيز ليلتقي جمهور المدينة ومثقفيها. اللقاء، الذي نظمه "مركز أجيال 21 للديموقراطية" حول الكتابة الساخرة بالمغرب، وشارك فيه كل من عبد الحميد جماهري وحسن أوريد وجمال بودومة وحسن طارق وأداره الإعلامي عبد الصمد بنشريف، تميز بجمعه جيل الرواد في هذا النوع من الكتابة الخطرة ممثلا في القيدوم عبد الرفيع الجواهري، وما اصطلح عليه ب"جيل الضياع" مجسدا في جمال بودومة، الذي جرى تقديم وتوقيع كتابه الموسوم "باسم جيل ضائع" الذي يضم مقالاته الصحافية الساخرة. ولم يخف الجواهري رأيه حين أكد أن الكتابة الساخرة بالمغرب نادرة ولم تصل بعد إلى التراكم المطلوب. ووجه الكلمة لبودومة قائلا له "لو كانت لي قبعة لرفعتها لك" مشيرا إلى أنه ما إن وصله كتابه عبر البريد ممهورا بإهدائه حتى قرأه للتو، كما لم يخف أن أصابعه تأكله عندما يرى حالة تحتاج إلى معالجة بالكتابة الساخرة. هاته التي ذكر أن الجيل الجديد من متعاطيها وفي جملتهم عبد الحميد جماهري، يجددون شبابها. الجواهري تحدث عن حيثيات ميلاد "نافذته" بالاتحاد الاشتراكي حين لاحظ أن الجريدة "تنفخ رؤوس المغاربة وهم شعب مرح رغم نفاق نخبه بالأخبار السيئة" فاقترح مخاطبة "هذا الشعب المتمدن رغم فقره" بأسلوب آخر يليق بطريقتها في قول الأشياء مواربة وبلطف، وهو ما جعله يلتزم ب"نافذة"، التي قال أنها لم تزعج فقط المسؤولين والحكام وإنما القيادات الحزبية للاتحاد. وتطرق في هذا الصدد إلى الأثر الذي خلفته قصيدتاه: "هل تكفي للنسيان 30 سنة"، التي أوردها على لسان عريس الشهداء المهدي بنبركة وكتب عنها محمد الكحص في ليبيراسيون، و"ما طوينا الكتاب" التي وجهها لمن نادوا بطي صفحة الماضي. كما تحدث الجواهري عن التحقيق معه لست ساعات متواصلة من طرف وكيل الملك بسبب عنوان عموده "شكل ثاني حبك انت" الذي جاء مباشرة بعد خطاب للملك الراحل الحسن الثاني أعلن فيه عن حب المملكة والشعب المغربي لإحدى دول الخليج العربي. وكان جواب الجواهري حين سأله الوكيل عما يقصد من وراء العنوان "إسأل صاحب الأغنية". ولم يفت صاحب أشهر نافذة ساخرة في المغرب أن يوجه تحيته لكل نساء المغرب بمناسبة عيدهن العالمي في الثامن من مارس وخص بالذكر المغنيتين الشعبيتين الخنيفريتين اللتين جز باشا مدينتهن شعرهن وأحرقه في ساحة الباشوية مما دفعه إلى كتابة نقال بعنوان "تخنفر" سرعان ما تفاعلت معه السلطات وأوقفت الباشا المذكور لكنه سيعلم فيما بعد أنه صار واليا. تفاصيل أوفى عن اللقاء والكتابة الساخرة في "حديث الأربعاء" عبد العالي دمياني