لا يمكن لأي أحد من ساكنة مدينة بنسليمان إلا أن يشيد و يسجل بإيجاب المجهودات المبذولة في إطار تهيئة بعض الأماكن و الفضاءات و تحسين واجهة المدينة من خلال خلق ممرات للراجلين، بعيدا عن أخطار الطريق و إحداث فضاءات خضراء على طول شارع الحسن الثاني الذي خضع محيطه لإصلاحات متكررة و إعادة تهيئته و هيكلته ، مما أضفى رونقا و جمالا على «المدينة الخضراء» ، و بدت ملامح جديدة لإعادة هيكلة و هندسة الشوارع والأزقة لتخفيف الضغط عن الشارع الرئيسي و إضفاء طابع التمدن على المدينة. وإن كان البعض يأمل في أن ينكب المسؤولون عن الإقليم ، كذلك ، على إيجاد الحلول لبعض المشاكل الأخرى التي تعاني منها مدينة بنسليمان، و أن يولوا اهتماماتهم صوب قضايا أصبحت الحاجة ملحة إليها و في مقدمتها إعداد مخطط تنموي للنهوض بأوضاع الساكنة في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و الرياضي وفي مجال التشغيل لخلق فرص الشغل وامتصاص جيوش العاطلين من أبناء المدينة الذين أصبحوا في تزايد مستمر. لكن ما يثير الاستغراب و يدفع إلى التساؤل حول الجدوى من رصد أموال طائلة لخلق و تحسين الحدائق والفضاءات الخضراء و أن تكلف هذه العملية مجهودات بشرية ومادية إذا كانت ستتعرض للإتلاف و التخريب فور الانتهاء من تهيئتها و إعادة صيانتها؟ و هذا ما ينطبق على مجموعة من الفضاءات الخضراء التي أعطاها المسؤولون اهتماما كبيرا كلفت مبالغ مالية مهمة، خاصة تلك المتواجدة بشارع الحسن الثاني و بمحيطه. فقد أصبحت هذه الفضاءات التي تمت تهيئتها ، مؤخرا، تتعرض للتخريب ولإتلاف محتوياتها و أغراسها بسبب غياب الحراسة والصيانة. و كمثال على ذلك، الحديقة المتواجدة بجوار السوق المركزي و التي عرفت إصلاحات مهمة و تمت العناية بها بشكل كبير من خلال إعادة هيكلتها و إحداث ممرات بها و العناية بأغراسها، مما كان لهذه العملية البيئية وقع إيجابي لدى الساكنة المجاورة التي استحسنت عملية إعادة تهيئة الحديقة خصوصا أنها كانت في السابق مهمشة، عبارة عن مطرح للنفايات التي يقوم برميها تجار السوق المذكور، و ملجأ للمنحرفين الذين كانوا يجدونها مكانا آمنا لمقارعة الخمر لكونها كانت تعيش ظلاما دامسا نتيجة انعدام الإنارة. غير أن تجديد ملامحها وتحسين بيئتها جعلها تشكل متنفسا طبيعيا و فضاء جميلا انبعث من جديد ليجد فيه أطفال الأحياء المجاورة مكانا طبيعيا لممارسة ألعابهم المفضلة. و يستغله الكبار للراحة والاستجمام وتجاذب أطراف الحديث بعيدا عن جدران المنازل وضجيج السيارات. لكن هذا الفضاء الأخضر أصبح يتعرض للتخريب و التلف بسبب غياب الحراسة، حيث أصبح بعض المراهقين و تلاميذ المؤسستين التربويتين المجاورتين يعبثون بمحتوياته ومغروساته من خلال تراشقهم بالحصى التي تم وضعها بالحديقة لتزيين بعض فضاءاتها. و أصبحت بعض أماكنه ترمى بها الأزبال التي اصبحت تشوه جمالية المكان و تساهم في تلويث البيئة. نفس الشيء يقال عن بعض الفضاءات الخضراء المتواجدة على طول شارع الحسن الثاني، حيث أن بعض الأماكن يجب أن تتوفر فيها الحراسة لتلافي إتلاف وتخريب الكراسي و الأغراس التي تم وضعها بالممرات والمساحات الخضراء.