تساؤلات عديدة ومتعددة يطرحها الرأي العام المحلي حول قيام المسؤولين ببلدية بنسليمان بعملية إعادة إصلاح و تهيئة حديقة الحسن الثاني للمرة الثانية في ظرف أقل من سنتين ، وهي أسئلة مشروعة ومنطقية تبين بالملموس سوء التسيير واتخاذ القرارات الارتجالية والعشوائية من طرف القائمين على تدبير شؤون المدينة، فالحديقة المشار إليها سبق وأن عرفت إصلاحات كبيرة جدا منذ سنة ونصف تقريبا ، حيث تمت عملية تهيئتها بشراكة مع الإنعاش الوطني ورصدت لها مبالغ مالية مهمة قدرتها بعض المصادر بحوالي 200 مليون، وشملت الأشغال التي أقيمت بها إنجاز ممرات لزوار ومرتادي الحديقة بالإضافة إلى تزيينها بأشجار وأغراس متنوعة ، كما تم وضع كراسي بمختلف أنحائها وتم ربطها بالكهرباء حتى يتسنى لزوارها التجول فيها و التمتع بمناظرها في أجواء مريحة فضلا عن إنشاء بحيرة اصطناعية بها حيث استبشر السكان خيرا في أول الأمر لعملية تأهيل و تهيئة الحديقة خصوصا وأنها تعتبر إلى جانب الغابة المتنفس الوحيد للساكنة في غياب وجود أماكن للترفيه و الاستجمام بالمدينة، لكن انعدام الصيانة والحراسة جعل مرافقها وأغراسها تتعرض للتلف والتدمير، وتبين بأن الإصلاحات التي همتها كانت مغشوشة ، حيث أصبحت ممراتها في حالة مزرية وتم إتلاف أغراسها و كراسيها كما أن البحيرة الموجودة بها أصبحت عبارة عن بركة آسنة وملوثة مملوءة بالأوساخ والميكروبات وبشتى أنواع القاذورات والذباب مما قد يلحق أضرارا ويشكل خطرا على السكان المجاورين وعلى مرتادي الحديقة وخاصة الأطفال الصغار. الوضع المزري الذي عرفته حديقة الحسن الثاني مرده ، حسب بعض المتتبعين للشأن المحلي، إلى الإهمال والتهميش وانعدام الصيانة والحراسة بالفضاء المذكور، وهذا ما يعني و يبين أن الأمور بالبلدية تدبر بشكل عشوائي و أن المال العام يتم إهداره على بعض المشاريع دون محاسبة و لا مراقبة مما يستوجب على الجهات المسؤولة فتح تحقيق في الموضوع . لكن الغريب في الأمر هو أن عملية تبديد المال العام مازالت مستمرة دون حسيب ورقيب، إذ كيف يعقل أن نفس الحديقة تعرف حاليا عملية انطلاق الأشغال بها لإعادة هيكلتها و تهيئتها من جديد حيث يتم قلع و إزالة كل ما تم وضعه وإنجازه بالحديقة من أغراس و نباتات و كذا إزالة زليج الممرات التي تمت إقامتها خلال الإصلاحات الأولى التي لم تمض عليها سوى فترة زمنية قصيرة أقل من سنتين، ورصدت لها اعتمادات مالية كبيرة و مهمة تبددت وتبخرت في رمشة عين جراء عملية إعادة الإصلاح الجذري للحديقة. وحسب بعض المصادر، فإن مشروع إعادة الهيكلة و التهيئة للفضاء العمومي المذكور سيتم بتدخل من كتابة الدولة المكلفة بالماء و البيئة و ستخصص له مبالغ مالية مهمة حيث انطلقت الأشغال بالحديقة مؤخرا فكان من الأجدر والأحق أن تعطى الأولوية للفضاءات و الحدائق العمومية الأخرى والتي تعاني من تهميش وإهمال كبير كالحديقة الموجودة بالقرب من السوق البلدي، التي تحولت إلى مزبلة بعدما أتلفت نباتاتها وأغراسها وبعض مرافقها وأصبحت مرتعا للمنحرفين والمتسكعين وألحقت أضرارا كبيرة بالسوق البلدي و بالمؤسستين التربويتين المجاورتين ( مدرسة ابن زيدون وإعدادية محمد السادس) بسبب الأوساخ والأزبال المتراكمة بها وكذا الحديقة المقابلة لدار الشباب بشارع الحسن الثاني، التي تلاشت مرافقها وذبلت أغراسها نتيجة انعدام الاهتمام والصيانة وأيضا الحديقة الموجودة بزنقة بني ورة و شارع بئر إنزران التي طالها الإهمال والتهميش بشكل كبير حيث تحولت فضاءاتها إلى محلات لمزاولة بعض الأنشطة والحرف كصباغة وإصلاح السيارات وبيع مواد البناء، مما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة و خلق متاعب ومعاناة كبيرة للساكنة المجاورة التي أصبحت تعاني من التلوث وانعدام الراحة والطمأنينة جراء الضوضاء والصخب الذي يحدثه الحرفيون، فكان من الأحسن أن يتم الاعتناء وإعطاء الأسبقية للحدائق المذكورة التي طالها التهميش منذ مدة طويلة عوض هدر المال العام في تكرار الإصلاحات بفضاء عمومي واحد.