أعلن مصدر مسؤول أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تنتظر نهاية فترة حالة الطوارئ الصحية من أجل وضع تقييم للوضع من مختلف جوانبه، مشيرا إلى أنه في حال انتهاء هذا الوضع الاستثنائي يوم 20 أبريل، فإننا لن نشهد انعكاسات كبيرة على المنظومة الكروية، باعتبار أن هذه الفترة كانت ستعرف توقف النشاط الكروي من أجل فسح المجال أمام المنتخب الوطني المحلي للمشاركة في نهائيات أمم إفريقيا للاعبين المحليين. وشدد مصدرنا على أن الجامعة تراقب الوضع عن كثب، كما أنها في تواصل تام مع الجهات المسؤولة، وخاصة وزارة الثقافة والشباب والرياضة، من أجل رصد الآثار التي يمكن أن يخلفها هذا الوضع الطارئ على مختلف الفرق الوطنية، ولاسيما المحدودة الموارد، أو التي تعاني من صعوبات مالية، مشيرا إلى أن الظرف الحالي يفرض على العائلة الكروية المغربية أن تنخرط في الحملة الوطنية للحد من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد. وألمح ذات المصدر إلى أن هذه الظرفية الحساسة سيكون لها ما بعدها، وستدفع بالتأكيد إلى إعادة النظر في كثير من المفاهيم والممارسات، ليس على الصعيد الوطني وحسب وإنما على المستوى العالمي، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة إيقاف الغزو المادي للعلاقات الاجتماعية، وإعادة الحياة للقيم والمفاهيم الإنسانية. وشدد مصدرنا على أن العائلة الكروية المغربية تعي جيدا أهمية هذا الأمر، ولاشك أنها ستعيد حساباتها بكيفية تعيد الاعتبار لمبادئ التنافس الشريف واحترام الروح الرياضية. مضيفا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولا كبيرا في مسار المنافسة الكروية وطنيا، حيث تغلغل الفكر الأناني الذي قزم العديد من الفرق، وحولها إلى مجرد كومبارس يؤثث الفضاء العام. وأشار مصدرنا إلى أن كرة القدم الوطنية تعد من القطاعات الواعدة، وتروج سنويا ملايين الدراهم، وتساهم في الناتج الوطني الخام، ذلك أن ثلث ميزانيات الفرق تخصص كرواتب للاعبين والأطر التقنية والإدارية، كما أنها تحرك عجلة بعض القطاعات الاقتصادية، الأمر الذي بات يفرض على المتداخلين فيها أن يقطعوا من طرق التدبير العشوائية، التي أغرقت الفرق في صفقات عشوائية، وأدخلتها في تعاملات غير محسوبة أضعفت قدرتها التنافسية. وأكد المصدر ذاته على هناك جيل جديد من المسيرين، يتميزون بالحكامة وبعد النظر، ويسعون إلى مأسسة فرقهم، وجعلها كيانا رياضيا بهياكل مضبوطة ومعقلنة. يذكر أن أزمة كورونا فتحت نقاشا على المستوى الدولي حول المسار الذي باتت تسير فيه أغلب الفرق، خاصة من خلال المبالغة في الصفقات والأجور الخيالية التي تخصص للنجوم. ولعل مبادرة تخفيض رواتب لاعبي الدوري الألماني، وبعض البطولات الأخرى هي بداية تحول جديد.