تم بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء تقديم كتابين ألفهما كاتبان بلجيكيان من أصل مغربي عن الهجرة والجاليةالمغربية المقيمة بالديار البلجيكية. ويتعلق الأمر بكتاب «خمسون مسارا، خمسون موهبة» للأخصائية النفسانية جميلة بنعزوز، وكتاب «بروكسيل، المغربية» للكاتب طه عدنان. ويقترح الكتاب الأول على القراء 50 بورتريه معزز بصور فوتوغرافية لمواطنين بلجيكيين من أصول مغربية مهاجرة برعوا في مجالات مختلفة من قبيل الطب والاقتصاد والقانون والثقافة والسياسة. ويقترح الكتاب الثاني الصادر بدعم من وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج جولة أدبية في بروكسيل، أنجزها عدد من الكتاب، وتجسدت في شهادات استقاها ونسقها طه عدنان، بعضها لكتاب عابرين، وأخرى لمقيمين لزمن طويل في المدينة وثالثة لكتاب ينحدرون من أسر مهاجرة. وقالت السيدة بنعزوز، في لقاء مشترك نظمه رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب من أجل تقديم الكتابين، إن مؤلفها يلقي الضوء على مسار عشرات المواطنين البلجيكيين من أصل مغربي، الذين شقوا طريقهم نحو النجاح بالديار البلجيكية، مبرزة أن الهجرة المغربية بهذه البلاد تعود الى حوالي نصف قرن. وأوضحت أن كتابها يأتي كرد غير مباشر على بعض المنابر الإعلامية البلجيكية التي تروج غالبا لصورة نمطية عن الجالية المغربية مرتبطة بالمخالفات القانونية، مؤكدة أن المواطنين البلجيكيين من أصل مغربي ساهموا بدورهم في نهضة بلجيكا. وأضافت أن هذه المسارات الناجحة لم توفى حقها من التغطية الإعلامية ببلجيكا التي تركز بالتحديد على النماذج التي لم يحالفها حظ النجاح بالبلاد. ومن جهته، أوضح السيد عدنان أن الكتاب يقدم رؤية جماعية متعددة الأوجه والخلفيات لعاصمة الاتحاد الأوروبي أنجزها كتاب وصحافيون بناء على معاينتهم للمدينة خلال فترات زمنية متباينة، مضيفا أن بروكسيل، بخلاف باريس ولندن، لم تحظى بالقدر ذاته من الاهتمام الأدبي الأجنبي. وأشار إلى أن لا لغة مرجعية ببروكسيل التي تحتضن لغات مختلفة من ضمنها العربية، موضحا أن هذا المعطى يمكن الأقليات المقيمة بها من تعميق إنتمائها للمدينة والبلاد.