صدر عن منشورات "الفنك" بالدارالبيضاء، وبدعم من وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مؤلّف جماعي باللغة الفرنسية تحت عنوان "بروكسل المغربية". الكتاب الذي أشرف عليه وقدّم له الشاعر المغربي المقيم في بروكسل طه عدنان يقترح جولة أدبية مغربية في العاصمة البلجيكية. جولة انطلقت منذ عام 1876، كما جاء في تقديم الكتاب. "ففي عهد الملك البلجيكي ليوبولد الثاني، حلّ بالمدينة أول وفد مغربي أرسله السلطان الحسن الأول في سفارة متنقلة إلى كل من فرنسا وبلجيكا وإنجلترا وإيطاليا برئاسة الحاج محمد الزبيدي. وقد دوّن إدريس الجعيدي السلوي تفاصيل هذه الرّحلة السفارية في مؤلّف - حقّقه وقدّم له عزّالمغرب معنينو - فيه رصدٌ لمشاهداتهم ببروكسل وزياراتهم لبعض معالمها ووصفٌ لمنشآتها وتجوالٌ في منتزهاتها وغاباتها مثل غابة لاكامبر التي أدّوا فيها صلاة العصر على مرأى من الأشهاد تحت استغراب أهل المدينة الذين لم يروا مثل هذا في بلادهم من قبل. وربما كان ذلك أولّ أثرٍ مدوَّن لعبورٍ مغربيٍّ لبروكسل". وتتواصل النصوص الشعرية منها والنثرية لأدباء مغاربة معاصرين من مختلف مسارات الأدب ولغات الكتابة على امتداد 248 صفحة. أدباء استكتب عدنان بعضهم وانتقى نصوص البعض الآخر، كما يقول في التقديم. "كتّابٌ فيهم العابر والمقيم. منهم المهاجر والذي أزهَرَتْهُ الهجرة في بستان الأدب. يقترحون علينا كلٌّ من موقعه وبأسلوبه الخاص خرائط ذاتية، شخصية، حميمة للمدينة. لكنّ الكتاب ليس دليلا سياحيا مع ذلك. فالدلائل السياحية تملأ الرحب من مختلف اللغات. إنه مجرّد سبّابة راعشة تشير إلى الأثر السرّي للمدينة داخل أدب مغربي عابر للجغرافيات. إنها ترجمةٌ لرغبة شخصية جامحة في إنجاز كتاب يكون أثرًا جماعيًا منذورًا للمدينة." هذا الأثر الجماعي ساهم في صوغه لفيفٌ من الكتّاب المغاربة أمثال محمد برادة وعبد اللطيف اللعبي ومحمد بنيس وعبد الله زريقة وفؤاد العروي وعبد القادر بنعلي وعبد الله الطايع ومحمد حمودان وسميرة العياشي وياسين عدنان ومولاي الصديق الربّاج وحفصة البكري لمراني وزهرة زيراوي وعلال بورقية وليلى الهواري وصابر عسال وإدريس بار ومينة ولد الحاج وعبد السلام مانزا وبيتيالباتول ونعيمة البديوني والعربي ختوتة وغباري الهواري وحميد زيد وعبد الله المتقي ومصطفى الرادقي ومحمد الزلماطي وعبد الرحيم بخاش وأيوب المزين. كتّابٌ من آفاق وأجيال وحساسيات متنوّعة يُعيد كلٌّ منهم صياغة بروكسل بلغته وأسلوبه وحسب رؤيته الشخصية للمدينة وعلاقته الخاصة بها. مقارباتٌ ذاتية تعيد تشكيل العاصمة الأوروبية منذ الغلاف الذي صمّمته الفنانة البلجيكية من أصل مغربي والمقيمة ببروكسل جميلة البدوي. مبدعون مغاربة "يتوغّلون في المدينة مستكشفين عتماتها المضيئة بوضوح الرّائين. مدجّجين باستعاراتهم وخيالاتهم. أسبغوا عليها من مغربيتهم حتى لكأنّها طنجة في بياضها وفاس في صفرتها ومراكش في حمرتها. وهو ما لا يستغربه المتجوّل داخل المدينة بعد خمسين عاما من الحضور المغربي في هذه البلاد الواطئة. إنها شمس الأدب المغربي تطلع على بروكسل بلغاتٍ وألوان شتّى، دلالة أيضًا على تعدّد بروكسل العاصمة التي تتطلّع، وهي تحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لترسيمها كمنطقة مستقلة، إلى أفق أكثر تعدّدًا ومستقبل أكثر إنسانيةً". ضمن فعاليات معرض الدارالبيضاء الدولي للنشر والكتاب يحتضن رواق مندوبية والوني بروكسل يوم السبت 21 فبراير من الخامسة إلى السادسة مساء حفل توقيع مؤلّف "بروكسل المغربية"، يليه مباشرةً تقديمٌ للكتاب برواق وزارة الثقافة - من السادسة إلى السابعة والنصف مساء - وذلك بحضور منسّقه الشاعر طه عدنان ونخبة من الكتّاب المساهمين.