فاز المخرج الإيراني جعفر باناهي بالدب الذهبي عن فيلمه "طاكسي" في الدورة ال65 لمهرجان السينما الدولي ببرلين، ليحقق بذلك مفاجأة الدورة. وأعلنت لجنة التحكيم، مساء السبت خلال حفل توزيع الجوائز، أن الفيلم الايراني "طاكسي"، الذي قام باناهي، رغم المنع الذي يتعرض له في إيران، بتهريبه والمشاركة به في مهرجان برلين السينمائي، حصل على أعلى جائزة في المهرجان.وقد تسلمت الجائزة عن باناهي ابنة أخيه هنا (11 سنة) وهي أيضا إحدى بطلات الفيلم، وذلك في لحظة مؤثرة امتزج فيها الفرح بالدموع. وقال المخرج الأمريكي دارين أرونوفسكي، الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان المؤلفة من سبعة أعضاء، "لقد تمكن باناهي من خلق رسالة حب للسينما".وكان باناهي (54 سنة) الذي حضرت زوجته للحفل، قد منع من ممارسة نشاطه في مجال السينما ومن مغادرة البلاد بسبب مواقفه السياسية ومعارضته للنظام في ايران، إلا أنه رغم ذلك تحدى الحظر المفروض عليه في بلاده وقام بتصوير الفيلم الذي لعب فيه دور سائق الطاكسي وتهريبه إلى برلين. وعادت جائزة الدب الفضي، جائزة لجنة التحكيم الكبرى، إلى فيلم "الناي " للمخرج التشيلي بابلو لارين، وجائزة الدب الفضي، جائزة ألفريد باور، لفيلم "بركان إكسكواناغو" للمخرج الغواتيمالي غايرو بوستامنتي، فيما عادت جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج، لمخرج فيلم "عفاريم" الروماني، رادو جودي، وذلك مناصفة مع مخرجة فيلم "جسد" البولندية ماوجورزاتا تشوموفسكا. أما جائزة الدب الفضي لأفضل دور نسائي، فذهبت إلى الممثلة البريطانية المخضرمة تشارلوت رامبلينغ عن دورها في فيلم "45 عاما" للمخرج البريطاني أندرو هيغ، في حين عادت جائزة الدب الفضي لأفضل دور رجالي للمثل توم كورتيناي عن دوره في نفس الفيلم. وبالنسبة لجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو، اختارت لجنة التحكيم فيلم المخرج التشيلي باتريشيو جوزمان "الزر اللؤلؤة"، فيما فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل إسهام فني، المصور السينمائي شتورلا براندث غروفلين، عن تصويره للفيلم الألماني "فيكتوريا"، وذلك مناصفة مع المصورين إيفجيني بريفيني وسيرجي ميخائيلتشوك عن تصويرهما للفيلم الروسي "تحت السحب الكهربائية". وتجدر الإشارة إلى أن الدورة ال65 للمهرجان شهدت مشاركة 19 فيلما في المسابقة الرسمية. وقد جرى العرف مؤخرا أن يتم توزيع الجوائز وإعلان الفائزين بها قبل انتهاء فعاليات المهرجان بيوم واحد، حيث ستنتهي عروض الأفلام بكافة المسابقات بخلاف المسابقة الرسمية الأساسية ، مساء يوم غد الأحد. .وكان قسم "بانوراما " للأفلام الروائية بالمهرجان الدولي السينمائي ببرلين (البرلينالي) في دورته 65 قد عرض الفيلم المغربي "البحر من ورائكم " لمخرجه هشام العسري بحضور عدد من أفراد فريق العمل. وتدور أحداث هذا الفيلم الذي يندرج ضمن صنف سينما المؤلف ، حول حياة مجموعة من الشخوص ، أبرزهم طارق ، جسدها الممثل مالك أخميس ، الذي قست عليه الظروف، وفقد كل شيء يربطه بمعنى الحياة العادية والمستقرة ، فاضطر لكسب لقمة عيشه عبر تقمص شخصية امرأة ترقص فوق عربة مجرورة بحصان ، فيواجه عدة متاعب. يبرز الفيلم الذي صور بتقنية الأبيض والأسود نمط عيش أشخاص على هامش المجتمع ، شخصيات معقدة تحمل مشاعر متناقضة ونظرة قاتمة ، يسيطر عليها الخوف تارة وحب المغامرة تارة أخرى من أجل كل شيء ولا شيء. وقد حظي الفيلم الذي عرض مرتين في القاعات السينمائية المخصصة لبرنامج المهرجان ، باهتمام واسع من قبل الجمهور وأيضا من قبل الصحافيين والنقاد الذين حضروا بكثافة في دورة هذه السنة . وقدم "البحر من ورائكم "، الذي يعتبر ثالث عمل سينمائي للمخرج العسري ، بعد فيلمي "هم الكلاب " و"النهاية" ، تجربة فنية بمقاييس جديدة تتفاعل فيها العديد من الأسئلة المرتبطة بمعنى الحياة . وشارك في الفيلم الذي عرض لأول مرة ، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي في دورته الحادية عشرة ، على الخصوص الممثلون حسن باديدة ، ومحمد أوراغ ، وياسين السكال.