انطلقت، مساء أمس الخميس، فعاليات مهرجان السينما الدولي برلين (برليناله) في نسخته الرابعة والستين التي تتميز هذه السنة بعرض أزيد من 400 فيلم من مختلف أنحاء العالم، من ضمنها 20 فيلما اختيرت للمسابقة الرسمية للتنافس على جائزة الدب الذهبي والفضي. واختارت إدارة المهرجان لافتتاح هذا العرس السينمائي، الذي سيتواصل على مدى تسعة أيام، عرض الفيلم الكوميدي"فندق غراند بودابست" الذي يعد من ضمن أهم أفلام هذه الدورة لمخرجه الأمريكي ويست أندرسون وبطولة الممثل رال فاينس، تدور أحداث الفيلم ما بين الحربين العالميتين. كما تضم لائحة الأفلام لهذه الدورة فيلم "رجال الآثار"، وهو من إنتاج أمريكي ألماني مشترك من بطولة جورج كلوني وميل ديايمون، والذي اعتبرته الصحافة المتخصصة من ضمن العلامات البارزة للمهرجان حيث يلعب فيه كلوني أو هاري غرير في الفيلم، دور معماري وباحث آثار، يعمل في متحف متروبوليتان للفن في نيويورك، يتقدم إلى الجيش الأمريكي في 1941 حيث يتولى مهمة إنقاذ الكنوز الفنية والأدبية من براثن الحكم الاشتراكي القومي النازي في ألمانيا وإعادتها بعد الحرب إلى أصحابها الشرعيين. ويحظى هذا الفيلم، الذي تم تصوير جزء منه في استوديوهات بابلسبيرغ وبرلين ومدينة غوسلار، باهتمام كبير من قبل النقاد خاصة وأنه يأتي بعد وقت قصير من الكشف عن سرقة ثروة هامة من الأعمال الفنية لكبار الفنانين العالميين تعود للحقبة النازية كانت مخبأة في أحد الشقق بميونيخ (جنوبألمانيا). ومن العلامات المميزة للدورة أيضا فيلم (وزارة الدكتور كاليغاري) الذي يعود إنتاجه إلى سنة 1920 لكن تم تجديده وتحويله إلى فيلم رقمي، ويعتبر هذا الفيلم من أهم الأعمال السينمائية الألمانية الصامتة بفضل أسلوبه التعبيري والرومانسي. ولتنويع برنامج الأفلام التي ستعرض في المهرجان، اختارت إدارة (البرناليه) عرض ثلاثة أفلام صينية ستشكل فرصة للجمهور للاطلاع على ثقافة هذا البلد وعلى إنتاجه السينمائي. ويترأس لجنة تحكيم هذه الدورة جيمس شاموس، منتج فيلم (جبل بروكباك) الأمريكي الكندي، فيما تضم في عضويتها عددا من الوجوه التي بصمت بعملها الفن السابع العالمي كباربارا بروكولي، منتجة أفلام جيمس بوند، والممثل الألماني كريستوف فالتز حامل جائزة الأوسكار. يذكر أن مهرجان برلين يصنف ضمن أكثر المهرجانات السينمائية أهمية في العالم، وأكثر المهرجانات استقطابا للزوار منذ تأسيسه في سنة 1951 ببرلين ، حيث يتبارى فيه المشاركون على جوائز الدب الذهبي والدب الفضي، والذي يمثل رمزا للعاصمة الألمانية. وستتنافس الأفلام المشاركة على الدب الفضي لأفضل مخرج، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل موسيقى، وأفضل إنجاز فردي،وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير، ثم على الدب الذهبي لأفضل صورة، ومجمل الأعمال، وكاميرا (برليناليه).