يعد المخرج السينمائي والمسرحي فيرنر هيرتسوغ بجانب مخرجين ألمان آخرين مثل فولكر شلوندورف وراينر كلوغه وراينر فيرنر فاسّبيندر وفيم فاندرز واحدا من ملهمي "السينما الألمانية الجديدة" وأحد أهم أعلامها. فقد استطاع المخرج الذي ولد في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1942 وترعرع في الريف البافاري إخراج أفلام لم تقتصر أهميتها على مسيرة حركة السينما في بلاده ألمانيا فحسب، بل امتدت إلى الجوار الأوروبي. وفي سن الثانية عشرة، انتقل هيرتسوغ مع والدته إلى العاصمة البافارية ميونيخ، حيث التحق هناك بالمدرسة. ويجمع المختصون بالشؤون السينمائية في ألمانيا على أن الشاب كان في حينها بعيدا كل البعد عن الحياة العصرية في المدن، لدرجة أنه لم يكن يعرف بوجود السينما أو التلفاز. وفي ميونيخ، تعرف هيرتسوغ إلى أحد أعلام السينما الألمانية في حينها وهو الممثل كلاوس كينسكي الذي مثل الدور الرئيس في أهم خمسة أفلام أخرجها هيرتسوغ فيما بعد.
الجائزة الألمانية لأفضل أول فيلم
وبعد إكماله لمرحلة المدرسة، التحق هيرتسوغ بجامعة ميونيخ ودرس التاريخ وعلوم المسرح. وبعد ذلك حصل المخرج الشاب على منحة دراسية ساعدته على الالتحاق بفرع السينما في جامعة "بيتسبورغ" في الولاياتالمتحدة. ومنذ سنوات الدراسة، بدا واضحا أنه مولع بالسينما وصناعتها. ولهذا باشر هيرتسوغ في سن الرابعة والعشرين بإخراج فيلمه الأول الذي حمل اسم "آثار حياة". وقد حصل هيرتسوغ عن هذا الفيلم السينمائي على مساعدة مالية وفرت له الظروف اللازمة للتفرغ للعمل، كما حصل أيضا على الجائزة الألمانية لأفضل أول فيلم. وفي عام 1963 دخل عالم صناعة السينما، إذ أسس شركة لصناعة الأفلام، حملت اسمه.
أهم الأفلام والجوائز
لقد وصل هيرتسوغ إلى درجة العالمية، حيث ظهرت له أفلام عديدة باللغة الإنجليزية. ويذكر هنا أن الممثل الألماني الشهير كلاوس كينسكي شغل الدور الرئيس في أهم أفلامه، مما دفعه عام 1999 إلى تجسيد صداقتهما المثيرة في فيلم وثائقي، يعتبر من أشهر أفلامه وهو فيلم "صديقي المفضل". ومن أفضل الأفلام التي أخرجها هيرتسوع: "فاتا مورغانا" و"أغوري، غضب الله" و"فيتسجيرالدو" و" كوبرا فيردي" .
وأما على صعيد الجوائز فقد حصل هيرتسوغ على جائزة الدب الفضي عام 1968 في مهرجان برلين السينمائي "برليناله" وكذلك حصوله عام 1979 على جائزة الدب الذهبي في المهرجان ذاته، وذلك عن فيلمه "نوسفيراتو". ولم يقتصر الاحتفاء والتكريم على المستوى الألماني فحسب، بل لقي هذا المخرج تكريما دوليا أيضا، حيث حل ضيفا دائما على مهرجان كان السينمائي، بالإضافة إلى حصوله عام 1975 على جائزة لجنة التحكيم. وفي عام 1979 تم ترشيح فيلمه "فويشيك" للحصول على السعفة الذهبية في مهرجان كان، أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية. وقد حصل عام 1982 في المهرجان ذاته على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "فيتسجيرالدو".