حظيت الأفلام العربية المشاركة في الدورة الثالثة والستين من مهرجان برلين السينمائي، وتظاهرة بانوراما حول السينما العالمية التي تراعي التوزيع الجغرافي على نحو غير مسبوق، باهتمام كبير من الجمهور والمختصين، وارتفعت بطاقات الحضور في منتصف المهرجان إلى 250 ألفا. وفي هذه الدورة التي انطلقت في السابع من فبراير وانتهت الأحد الماضي، سجل ارتفاع الاهتمام بالأعمال العربية بالتوازي مع ما يشهده العالم العربي من تحولات كبرى، وحيث لم تعد الأفلام التي تتناول الثورات تحتل واجهة الأعمال بل إن هذه السينما عادت لتهتم بوقائع أخرى وخصوصا الجانب الاجتماعي من حياة الناس. وعرض المهرجان لأول مرة في تاريخه شريطا من السعودية في مسابقته للأفلام القصيرة، للممثلة والمخرجة عهد كامل بعنوان «حرمة»، وسبق له نيل جائزة في مهرجان الدوحة السينمائي الأخير وهو يندد بالقيود المفروضة على المرأة في السعودية. وخلت تظاهرة البانوراما من الأفلام العربية الروائية، فيما ضمت مسابقة بانوراما الوثائقي أكثر من عمل عربي تقدمها فيلم الفلسطيني مهدي فليفل «عالم ليس لنا»، وهو عنوان مستعار من الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني. ويصور هذا الفيلم ذاكرة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكان هذا الفيلم نال ثلاث جوائز في مهرجان أبو ظبي بينها جائزة اتحاد النقاد الدوليين (الفيبريسي). وتضمنت التظاهرة أيضا شريطا لدان سيتون الذي ولد في القاهرة ودرس السينما في لندن، بعنوان «ستيت 194» ويدور في كواليس السلطة الفلسطينية وأيضا الإسرائيلية بينما يتهيأ الفلسطينيون لإعلان دولتهم قبل نيل الاعتراف من الأممالمتحدة بفلسطين كدولة غير كاملة العضوية في المنظمة الدولية. في الشأن الفلسطيني أيضا، تعاون كل من الإسرائيلي عودي آلوني مع الشابتين الفلسطينيتين مريم أبو خالد وبتول طالب في تناول مقتل الاسرائيلي الفلسطيني جوليانو مير خميس في جنين، في فيلم «فن/عنف». أما في مسابقة الفوروم فشارك فيلمان عربيان روائيان من مصر وفلسطين وشريط فرنسي تونسي تدور أحداثه في باريس. وقدمت المخرجة المصرية هالة لطفي شريطها «الخروج للنهار» الذي سبق أن نال جائزة النقاد الدوليين في مهرجان أبو ظبي، قبل أن ينتزع جائزة الاهقار الذهبي في مهرجان وهران للفيلم العربي في دجنبر الماضي. أما «لما شفتك» للفلسطينية آن ماري جاسر، فيروي انطلاق الكفاح الفلسطيني المسلح في العام 1967 من خلال نظرة طفل وإحساسه بعجز أهله عن فعل أي شيء ورغبته القوية في العودة إلى أرضه.
الدب الذهبي للفيلم الروماني «وقفة طفل»
انتزع الفيلم الروماني «شايلد بوز» للمخرج كالين بيتر نيتزر، جائزة «الدب الذهبي» أرفع جائزة في مهرجان برلين في ختام الدورة الثالثة والستين لهذا المهرجان السينمائي الدولي، أول المهرجانات الأوروبية لهذا العام . وسلم رئيس لجنة التحكيم، المخرج الصيني وون كار واي، خلال حفل توزيع الجوائز الذي تم في قصر البرلينالي الجائزة بنفسه للمخرج والمنتجة التي تكلمت باسم فريق الفيلم وحرصت على دعوة المسؤولين في رومانيا إلى دعم الإنتاج السينمائي مؤكدة صعوبة الإنتاج والطريق الطويلة التي خاضها فريق الفيلم قبل تحقيقه. ومنحت جائزة لجنة التحكيم للمخرج البوسني دانيس تانوفيتش عن فيلم «فصل من حياة في ايرون بيكر» الذي حاز أيضاً جائزة «أفضل ممثل» لنظيف موشيش الذي قال إنه يحضر أول مهرجان سينمائي في حياته. ومنحت جائزة «الدب الفضي» لأفضل فيلم يفتح آفاقاً جديدة التي تحمل اسم الفريد بور مؤسس مهرجان برلين لفيلم «فيك وفلو شاهدا دبا» الكندي، من إخراج دنيس كوتي، ويتميز بان أحداثه تتم في مكان منعزل وتنقل بتميز قصة حب بين امرأتين . وحصل الأمريكي ديفيد غوردون غرين على جائزة «الدب الفضي»، لأفضل مخرج عن فيلم «رينس آفالانش». وفي حين رجحت التوقعات فوز فيلم “غلوريا” التشيلي بجائزة «الدب الذهبي»، فإن الفيلم حاز فقط على جائزة أفضل ممثلة، وقد حملت بولينا غارسيا جائزة «الدب الفضي»، وشكرت المخرج سيباستيان ليليو الذي رسم خصائص الشخصية التي تؤديها .