أكد الصحافي الاستقصائي الإسرائيلي، رونين بيرجمان، أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية ساعدت القتلة على التخلص من جسد الشهيد المهدي بنبركة. وقال مؤلف كتاب «قف واقتل أولاً: التاريخ السري للاغتيالات التي ترعاها إسرائيل» الذي أصدرته دار النشر الفرنسية «غراسيي»، إن جثة المهدي دفنت «تحت ما يُعرف اليوم باسم متحف لويس فويتون، في غابة بولون». وكان عميل الموساد السابق رافي أيتان قد اعترف، في دجنبر 2014، بأنه ساعد الجنرال الدليمي على إخفاء جثة المهدي بن بركة. وأكد أن الدليمي قد اتصل به طالبا مساعدته في إخفاء جثة المهدي بن بركة، وهو الطلب الذي سيلبيه. وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن كون جثة المهدي بن بركة «تم دفنها في حديقة عمومية في العاصمة الفرنسية باريس». واستندت الصحيفة إلى وثائق للمخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن عملية اختطاف المهدي بن بركة قد كانت معروفة لدى أجهزة الموساد ب»الباب الأخير»، كما شارك فيها خمسة عملاء تابعين للموساد وقاموا بدفن جثة بن بركة في حديقة عمومية باريسية، وذلك بعد أيام قليلة من عملية الاختطاف يوم 29 أكتوبر سنة 1965. وقال العميل الإسرائيلي إن الموساد قامت بتكليف خمس من عناصرها زورت لهم جوازات سفر حتى لا يتم كشف هوياتهم الحقيقية، كما أنها قدمت تعليمات لعملائها بأن يراقبوا العملية من بعيد ولا يتدخلوا فيها إلا عند الضرورة القصوى. وبالفعل، تقول «يديعوت أحرونوت»، سيتدخل عملاء الموساد في العملية من أجل إخفاء جثة المهدي بن بركة في حديقة عمومية في باريس، بعد يوم واحد من اختطافه. ومع ذلك، وفي غياب الرفع الكامل للسرية عن الوثائق الموجودة في أرشيف المخابرات الفرنسية، فإن السؤال ما زال مطروحا: ما هو مصير جثة بنبركة؟ بعض العملاء الذين شاركوا في الجريمة قالوا إن الجثة دفنت على نهر السين، قرب الفيلا التي احتجز فيها، بيد أن كثيرا من الشهود، انتحروا أو قتلوا! العميل السابق للمخابرات المغربية، أحمد البخاري، أكد، في تصريحات صحافية مثيرة، أن التخطيط لاختطاف بنبركة دام سبعة أشهر، وأن جثمانه نقل بعد اغتياله على متن طائرة عسكرية مغربية، وأذيب في حوض أسيد في مقر سري بالمغرب. آخرون قالوا إن رأسه، فقط، نقلت إلى الرباط، فيما قال آخرون إن جثمانه كله دفن في معتقل سري يعرف بPF3، وآخرون صرحوا بأنه مدفون تحت السفارة المغربية بفرنسا.