28 فبراير, 2018 - 04:26:00 قال الصحفي الإسرائيلي "رونين بيرغمان" إن جهاز الموساد الإسرائيلي لعب دورا رئيسيا في اغتيال المهدي بنبركة، وذلك في الكتاب الذي نشره مؤخرا في الولاياتالمتحدة. ونشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية مقتطفات من هذا الكتاب المنشور باللغة العبرية بعنوان : "التاريخ السري للاغتيالات التي قامت بها إسرائيل"، بالإضافة إلى حوار مع البشير بنبركة، نجل المعارض الاتحادي الذي تم اختطافه واغتياله في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 29 أكتوبر 1965 . مؤلف الكتاب "رونين بيرغمان" ، صحفي إسرائيلي مشهور بتحقيقاته في قضايا الأمن النووي، وسبق له أن نشر كتابا بعنوان "الحرب السرية مع إيران"، حقق نجاحا كبيرا داخل إسرائيل، وفي آخر كتاب له، يروي بيرغمان قصة الاغتيالات التي قام بها الموساد وجهاز "الشاباك" وباقي الأجهزة الاستخباراتية العسكرية الاسرائيلية . الموساد شارك في القضاء على بن بركة يقول "رونين بيرغمان" في كتابه إن إسرائيل كانت تتبع أعداءها في جميع أنحاء العالم لعقود، وذلك باستخدام وسائل مباشرة كالتجسس. ويذكر بيرغمان في كتابه اختفاء زعيم اليسار المغربي وأحد زعماء العالم الثالث المهدي بنبركة ، الذي اختطف في باريس ولا يزال اختطافه واغتياله يكتنفه الغموض، كما لا تزال عائلته تبحث عن حقيقة اختطافه، مشيرا إلى تورط إسرائيل في عملية الاختطاف والاغتيال. ويؤكد الصحافي الإسرائيلي الذي تمكن من الوصول إلى مصادر نادرة داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن الموساد شارك في القضاء على المهدي بنبركة الخصم اللذوذ للملك الحسن الثاني وكبير المحاضرين في الرياضيات التطبيقية في فرنسا، وأن لإسرائيل أسباب كثيرة في التورط وراء عملية الاغتيال، من بينها الجهود التي كان يقوم بها المهدي بن بركة لفضح السياسات الاسرائيلية في القارة الإفريقية. البشير بن بركة.. لم أتفاجئ بما كتبه "بيرغمان" وفي تعليقه على ما كتبه الصحافي الإسرائيلي "رونين بيرغمان" حول اغتيال والده، قال البشير بن بركة إنه لم يتفاجئ بما كتبه هذا الصحفي، ببساطة لأن "رونين بيرغمان" يكتب بانتظام في الصحافة الإسرائيلية عن الموضوع. وفي مارس 2015، نشر مقالا إلى جانب صحفي آخر، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، و كان هذا تحقيقا في احتمال تورط الموساد في اختفاء والدي . الشيء الذي دفعني للاتصال به عن طريق البريد الالكتروني، يشرح بنبركة، كما أن القاضي "سيريل باكو" من المحكمة العليا في باريس، أرسل من جانبه، لجنة قضائية إلى إسرائيل للتحقيق في الموضوع ولكن دون جدوى. وأضاف البشير بن بركة أنه في عام 1967، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالات من مجلة "بول" الإسرائيلية تشير إلى تورط الموساد في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة. و تعود هذه الفرضية من وقت لآخر، حسب البشير بنبركة، الذي أشار إلأى أن عضوا سابقا في الموساد بباريس، أدلى ببيانات على شاشة التلفزيون ذهبت في هذا الاتجاه، حيث صرح بالدعم اللوجستي الذي قدمه الموساد للمغرب للقيام بعملية الاختطاف والاغتيال. وأشار بنبركة أن أحد الشخصيات الرئيسية في كتاب "بيرغمان" هو "مئير أميت"، الذي كان رئيسا لجهاز الموساد لعدة سنوات ، وكان على اتصال وثيق مع الرباط وبالضبط مع أحمد الدليمي الذي اتهم إلى جانب الجنرال محمد أوفقير في عملية اغتيال المهدي بنبركة. السماح لإسرائيل بالتجسس على القمة العربية وبحسب كتاب "بيرغمان" فإن مقابل التعاون الاسرائيلي في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة، سمحت السلطات المغربية للاسرائيليين بالتجسس على محادثات رؤساء الدول العربية اللذين اجتمعوا في قمة الجامعة العربية في شتنبر 1965 بالدار البيضاء. وفي تعليقه على هذه الرواية، يقول نجل بنبركة، إن هناك معلومات متضاربة حول الموضوع تزيد من تعقد الملف، فبيرغمان يتحدث في بعض الأحيان عن شقة تم فيها اغتيال والدي؛ ولكن روايات أخرى تقول أنه تم اختطافه وأخذ إلى فيلا. والمشكلة حسب البشير بن بركة هي أن بعض المعلومات والروايات استعملت للتضليل عن الحقيقة. ويؤكد بنبركة أن بيرغمان، صحفي تحقيقات ممتاز، لكنه لم يتحدث بشكل مستفيض. وبالنسبة لدور الموساد الإسرائيلي في وضع فخ لبنبركة واستدراجه من خلال فكرة تصوير فيلم وثائقي كما ذكر ذلك بيرغمان في كتابه، قال البشير بن بركة إن الفكرة كان من ورائها ضابط المخابرات المغربي الشهير"العربي الشتوكي"، لكنه لا يشكك في فرضية بيرغمان ، فربما يكون الإسرائيليون هم من أوحوا بالفكرة للمخابرات المغربية.