من المسؤول عن الأوضاع التي آل إليها المركب الاجتماعي التربوي الرياضي بمدينة آزرو؟ سؤال يبقى عالقا ما لم تتدخل الجهات المسؤولة اقليميا ووطنيا المعنية بموضوع هذه المؤسسة التي تم إحداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ حوالي عقد من الزمن بهدف إنقاذ الشرائح الاجتماعية المستهدفة والأخذ بيدها وانتشالها من التشرد والضياع. فانتشار الصورة المقززة لسيدة من نزلاء المركب الاجتماعي بأزرو، والتي تعاني التهابات حادة بمناطق حساسة بجسمها، عرى الأوضاع الكارثية التي يعيشها المركب على اكثر من مستوى ..تفاعلات الصورة (الفضيحة) وتداعياتها أسفرت عن تقديم المكتب المسير للجمعية الإقليمية للأعمال الاجتماعية والخيرية استقالته من مهامه في الآونة الاخيرة بعد التحاق الموظفة التي وضعت رهن إشارة الجمعية من طرف المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ليعيش المرفق الاجتماعي على وتيرة القلق والاحتقان أضر بسمعة الجمعية وإسهاماتها وتضحياتها . فهل يمكن تطبيق قولة «اللي احفر شي حفرة يطيح فيها»؟ خصوصا مع تعميم نشر الصورة بمواقع التواصل الاجتماعي وبخلفية غير بريئة، بهدف الكشف المخدوم عما يحدث داخل المركب الاجتماعي التربوي الرياضي بمدينة آزرو.. خصوصا وأن تعميم نشرها أدى لنتائج عكسية على مستوى الرأي العام المحلي، فالتحقيقات التي فتحت محليا خصوصا على مستوى عدم احترام الضوابط المهنية أولا وعدم توفر الصفة الإشهارية و الإعلامية ثانيا ستؤدي حتما الى كشف العديد من مناطق الظل فيما حدث. فالتداول الواسع للصورة )الفضيحة ( عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك عكس التنديد القوي للأوضاع الحالية داخل المركب مع تحميل المسؤولية لكل الأطراف بالإقليم . وقد أدى تبني جمعيات من المجتمع المدني للقضية ودخولها على خط التنديد وتبليغ استنكارها للمسؤولين ومطالبتها بالعمل على وضع حد فوري لهذا الوضع الكارثي خصوصا مع ما حدث ، إلى قيام عامل إقليمإفران بزيارة للمركب صباح الخميس ، ليتم نقل النزيلة المتضررة إلى المستشفى الاقليمي بآزرو، وقد شكل حضور مجموعة تدبير الشأن المحلي أثناء زيارة العامل فرصة لإطلاعه على المشاكل التي يعانيها نزلاء المركب الاجتماعي ومطالبته بمعالجة مشاكل النزيلات والنزلاء وتخليصهم من الوضع المزري الذي يعيشونه حاليا، ليقدم وعده بحلها في أقرب وقت ممكن في إطار التدبير التشاركي مع جميع الفعاليات المجتمعية التي نظمت يوم السبت 7 / 2 / 2015 وقفة احتجاجاية على ما آلت اليه اوضاع المركب الاجتماعي بازرو . فبالوقوف على أسباب ومسببات هذه القضية، يذكر أن الوضعية التي عاشها ويعيشها هذا المركب ليست وليدة اليوم، بل منذ سنوات خلت لم تكن للنزيلات والنزلاء جرأة الكشف عنها أو على الأقل الإشارة إليها خصوصا ما يتعلق بالظروف المحيطة بإقامتهم وعيشهم وبهدر كرامتهم على يد بعض من تحملوا مسؤولية تدبير هذه المنشأة الاجتماعية. وقد دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بازرو على خط الترافع والدفاع عن المتضررين. وتضامنا مع النزيلات والنزلاء ، فقد تم إصدار بيان جمعوي عاكس للوضع العام بالمركب الاجتماعي جاء فيه : «على إثر الاختلالات الكبيرة التي يعرفها المركب الاجتماعي التربوي الرياضي بمدينة آزرو، والتي تمس كرامة وإنسانية النزلاء، عقدت جمعيات المجتمع المدني اجتماعا يوم الخميس 5 فبراير 2015 على الساعة الرابعة بعد الزوال بمقر جمعية شباب بلا حدود، و بعد الاستماع إلى آراء و شهادات بعض النزلاء وتدخلات ممثلي الجمعيات تم تحديد الاختلالات التالية: سوء التسيير الإداري للمركب - التعنيف الجسدي و النفسي للنزلاء من طرف المستخدمين - سوء تغذية النزلاء - غياب التدفئة و النظافة - انعدام المواكبة الصحية - تعرض أمتعة النزلاء للسرقة - اختلاس المساعدات التي تقدم للنزلاء - حرمان النزلاء من الاستحمام مع انعدام مواد التنظيف - غياب الحراسة بالمركب - الزبونية والمحسوبية في توظيف المستخدمين خارج معايير الكفاءة التي تؤهلهم للقيام بمهامهم على أحسن وجه - نقص في الأنشطة الترفيهية المقدمة للنزلاء مع غياب التأطير التربوي» ، و« من أجل العمل على وضع حد لهذه الاختلالات ومحاسبة المسؤولين عنها اتفقت فعاليات المجتمع المدني على اتخاذ التدابير التالية: تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المركب الاجتماعي التربوي الرياضي اتخاذ خطوات نضالية أخرى سيتم الإعلان عنها في وقتها في حالة عدم وقف الاختلالات المشار إليها سابقا...».