أمام حضور جماهيري غفير، ملأ كل المدرجات الخاصة بمحبيه، أفلت فريق الوداد البيضاوي من كمين نهضة الزمامرة، بعد اكتفى بنتيجة التعادل 1 – 1 في المباراة التي جمعتهما عصر أول أمس الأحد بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن مؤجل الدورة التاسعة المؤجلة من الدوري الاحترافي. هذه المباراة، التي قادها الحكم الدولي رضوان جيد، بمساعدة أزكاو لحسن واللوزاتي رشيد من عصبة الجنوب، دخلها الفريق الأحمر بتشكيلة مغايرة بسبب الغيابات التي حرمت المدرب زوان من عدة لاعبين، على غرار نصير وكومارا والسعيدي، حيث اعتمد زوران على أسماء مثل شينا يوسف وأسرير حمزة وبعض اللاعبين الدين اعتادوا الجلوس بكرسي الاحتياط. وكانت بداية الشوط الأول متكافئة، حيث اعتمد الفريقان على اللعب المفتوح، إذ ظهر أن سعيد شيبا، مدرب نهضة الزمامرة، لم يختر الركون إلى الدفاع، فبدا لاعبوه بجرأة كبيرة في بناء عملياتاتهم، خاصة عبد الصمد المباركي، الذي ورغم تقدمه في السن مازال قادرا على خلق متاعب لدفاعات الخصم. وتبادل الفريقان الهجمات، فكانت أولها لإبراهيم البحري، الذي هدد مرمى التكناوتي في الدقيقة السابعة، قبل أن يرد عليه الحسوني بتسديدة في الدقيقة العشرين. وبدا أن الزوار أكثر حضورا فوق رقعة الميدان، حيث اعتمدوا على الاختراقات الجانبية، خاصة من الجهة اليسرى، حيث اتضح أن غياب نصير خلق فراغا في الدفاع الودادي، ومنها جاء الهدف الدكالي في الدقيقة 37، بعد كرة محكمة من عبد الصمد المباركي داخل المربع الصغير، انقض عليها دجاميلو عبدو أتشاباو برأسية وأسكنها الشباك الودادية. ورغم ضغط العناصر الودادية من أجل تعديل الكفة إلا أن سوء التركيز فوت عليهم بلوغ مرمى ياسين الحواصلي، لينتهي الشوط الأول بتقدم دكالي. وخلال الشوط الثاني أدخل زوران الكرتي وليد وزهير المترجي بدلا من سفيان كركاش وأمين تيغزوي، فاستعاد بالتالي حضورهم على مستوى خط وسط الميدان، كما أن سرعة مترجي على الأطراف ساهمت في رفع درجة الخطورة الودادية، ما أثمر ضربة جزاء في الدقيقة 51، بعدما اصطدمت كرة مترجي بيد أحد لاعبي النهضة. ضربة الجزاء نفذها بنجاح بديع أووك، لتتوالى هجمات الوداد الذين خلقوا أكثر من فرصة، بواسطة كل من بديع أووك، زهير المترجي والوافد الجديد كزدي كاسانغو، لكن غياب التركيز في الأمتار الأخيرة حرم الوداد من أكثر من هدف، يضاف إلى ذلك الصمود الكبير للاعبي نهضة الزمامرة، الذي طبقوا تعليمات المدرب الجديد سعيد شيبا، الذي حقق نقطته الأولى رفقة النهضة في أول مباراة رسمية له، خلفا ليوسف فرتوت. وكادت الدقائق الأخيرة من هذه المواجهة أن تبتسم للزوار، بعد هجوم خاطف في الدقيقة 77، لكن تدخل التكناوتي كان حاسما. ومباشرة بعد نهاية هذه المواجهة، انفجرت الجماهير الودادية غضبا على تواصل إهدار النقط، حيث قامت برمي أرضية الميدان بالقارورات، مع إرسال عبارات قدحي في حق اللاعبين والطاقم التقني، محملة مسؤولية هذا التراجع الودادي للمدرب زوران، الذي يمكن القول إن منصبه بات مهددا أكثر من ذي قبل. وأبدى زوران مانولوفيتش، في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، عدم رضاه على أداء لاعبيه، الذين كان تمركزهم فرق الميدان سيئا، مضيفا أن الغيابات أثرت بشكل سلبي على الأداء المجموعة، مشددا على أن إيقاع الوداد في الجولة الأولى كان بطيئا، مما جعل الزوار يفتتحون حصة التسجيل ، قبل أن يتم تدارك الأمر في الشوط الثاني بعد التغييرات التي أقدم عليها. أما سعيد شيبا، مدرب نهضة الزمامرة، فقد هنأ لاعبيه على أدائهم البطولي أمام فريق كبير من قيمة الوداد الرياضي، وأمام جماهيره العريضة، معتبرا أن الحصول على نقطة من مركب محمد الخامس يعد إنجازا. وأضاف شيبا أن الأداء الذي قدمه اللاعبون هو استمرار للعمل الذي قدمه الطاقم التقني السابق، بحكم أن هذا هو لقاءه الأول على رأس الإدارة التقنية لنهضة زمامرة، مؤكدا أن العمل سيتواصل ليرتقي فريقه إلى المراتب المتقدمة.