عادت الفنانة المغربية عزيزة جلال للغناء على المسرح بعد غياب استمر نحو 34 عاماً، حيث قدّمت أبرز أغانيها في حفل فني استضافه مهرجان «شتاء طنطورة» السعودي، على مسرح «مرايا» بمدينة العلا بالمملكة العربية السعودية. وقدّمت المطربة المغربية، مجموعة من أشهر أغنياتها، على رأسها «إلا أول ما اتقابلنا» و»بتصالحني حبة… وبتخاصمني حبة»، و»التقينا»، والقصيدة الدينية «الزمزمية»، و»زي ما أنت» و»من أنا» و»من حقك تعاتبني» و»روحي فيك»، وأغنيتها الشهيرة «مستنياك» إلى جانب «حرمت الحب عليا». ووجّهت عزيزة جلال، خلال حفلها رسالة مؤثرة للشباب، قائلة: «غنيت الأغاني التي أقدمها الليلة وعمري كان 20 سنة ورجعت لأغنيها مجدداً بعد غياب سنوات… اللي في جيلي هيستمتعوا باللزمات والكلام الحلو». وتابعت خلال حفلها: «أقول للشباب: اسمعونا لأن الماضي ما بيكون من غير حاضر أو مستقبل… استحملونا… اسمعونا علشان نسمعكم». واعتزلت عزيزة جلال العام 1985، وهي في قمة تألّقها الفنّي وحضورها المميز، وتوقّفت عن الغناء بعد زواجها برجل أعمال سعودي، وتفرّغها للحياة العائلية معه في مدينة الطائف، قبل أن تعود للظهور مجدداً. ولدت عزيزة جلال بمدينة مكناس، تابعت تعليمها بمدارس مكناس، كما أنها درست المقامات الموسيقية وقواعد الصولفيج بنفس المدينة؛ وفي حوالي عام 1975 شاركت في مسابقات البرنامج الغنائي «مواهب» الذي كان يشرف عليه الأستاذ عبد النبي الجيراري. وفيه غنت أغنيات أسمهان ونالت إعجاب الأساتذة في البرنامج. مباشرة بعد نجاحها المذهل في المرور للأدوار النهائية في البرنامج لحن لها عبد النبي الجيراري أغنية «نقلت عيوني هنا وهناك» في مناسبة المسيرة الخضراء سنة 1975، كما أدت عدة أغنيات وطنية في مناسبات عيد الجلوس (عيد العرش) في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. بعد هذه الفترة سافرت عزيزة جلال إلى الإمارات العربية المتحدة وهناك أدت 3 أغنيات للمطرب الإماراتي الراحل جابر جاسم فاشتهرت تلك الأغنيات بصوتها وهي «سيدي ياسيد ساداتي» و»غزيل فله» و»ياشوق»، ثم سافرت إلى القاهرة ومنها كانت انطلاقتها الفنية الحقيقية. في القاهرة تلقفتها شركات الإنتاج الفني وتعاقدت معها في مجموعة من الألحان فكان الملحن محمد الموجي أول ملحن مصري يتعامل معها، فغنت له: إلا أول ماتقابلنا لشركة صوت الحب الذي كان يملكها آنذاك عاطف منتصر وبتخاصمني حبه لشركة عالم الفن. غنت كذلك للسنباطي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل وحلمي بكر. كما قامت أيضا بغناء العديد من الأغاني لإسمهان وأم كلثوم ولكن بطريقتها وأسلوبها الغنائي المنفرد الذي كون مدرسة تخرجت منه العديد من المطربات أمثال كريمة الصقلي، لطيفة، سمية قيصر، آمال عبد القادر، مريم بلمير ، جنات وأخريات. وكانت عزيزة جلال ،وهي في القاهرة، تتلقى عروضا من المنتجين السينمائيين للتمثيل في السينما، وخاصة من المنتج اللبناني طنوس فرنجية. وفي سنة 1985 تزوجت برجل الأعمال السعودي الشيخ علي بن بطي الغامدي واعتزلت الفن بعد رحلة فن قصيرة. وهي الآن سعيدة بحياتها الزوجية في مدينة الطائف وبابنائها الذين تخرجوا من الجامعة.