أصدرت السفارة السعودية لدى واشنطن بلاغا ليلة الاثنين الماضي، جاء فيه أن زكريا موساوي، المنحدر من أصول مغربية- فرنسية «مجرم يعاني من اضطرابات عقلية، ومحاموه قدموا دليلا على ذلك.. وبالتالي فكلامه لا مصداقية به». وقد جاء هذا البلاغ عقب ادعاء موساوي أنه سبق له أن اجتمع بالعاهل السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز، قبل أن يكون وليا للعهد، وسلمه رسالة من الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وجاءت تصريحات موساوي في إطار شهادة أدلى بها شهر أكتوبر 2014 داخل السجن، الذي يقضي فيه عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بتهمة التخطيط لهجمات الحادي عشر من شتنبر 2001، وهي الشهادة التي تم تضمينها في حوالي 100 صفحة، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» بعض المقتطفات منها. وجاء في تلك الشهادة أن أفراد بارزين من الأسرة الملكية السعودية يعتبرون من أبرز المانحين الذين مولوا تنظيم القاعدة خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي، كما ادعى موساوي أنه ناقش مع أحد أفراد السفارة السعودية لدى واشنطن مخططا لاستهداف طائرة الرئيس الأمريكي ‹إير فورس وان» بقذيفة صاروخية. وتحدث موساوي في شهادته عن تكليفه سنة 1998 أو 1999 من طرف زعماء تنظيم القاعدة في أفغانستان بإعداد قاعدة بيانات رقمية تتضمن مختلف الجهات المانحة. ويتذكر موساوي أن من بين الشخصيات الواردة أسماؤهم ضمن المانحين كان هناك الأمير تركي الفيصل، الذي كان حينها يشغل منصب مدير جهاز الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، والسفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، والملياردير الأمير الوليد بن طلال، إلى جانب العديد من الشخصيات السعودية البارزة. وادعى موساوي أنه اشتغل كحامل الرسائل الشخصية التي يبعثها أسامة بن لادن إلى مجموعة من الأمراء والشخصيات البارزة. كما اعترف في شهادته بأنه ساعد في تنفيذ تفجير تجريبي ل 750 كليوغراما من المتفجرات لاستهداف السفارة الأمريكية بلندن، وهي الطريقة التي تم اعتمادها في تفجير سفارتي أمريكا في كينيا وطنزانيا سنة 1998. وبخصوص استهداف طائرة الرئيس الأمريكي، صرح موساوي بأنه التقى أحد مسؤولي الشؤون الإسلامية لدى السفارة السعودية بواشنطن خلال زيارته لقندهار، وقال: «كان من المفترض أن أتوجه إلى واشنطن برفقته، لإيجاد موقع مناسب لإطلاق قذيفة صاروخية ويمكن من خلاله الهروب». غير أن موساوي تم اعتقاله قبل القيام بعملية تحديد الموقع. وكان موساوي قد اعتقل بضعة أسابيع قبل وقوع اعتداءات 11 شتنبر بتهم لها علاقة بخرق قوانين الهجرة. ورغم إدانته بتهمة التخطيط للهجمات والحكم عليه بالسجن المؤبد، إلا أنه أصر على تقديم هذه الشهادة بعد مراسلته للقاضي الأمريكي جورج دانييل، الذي ينظر في دعوى رفعها أقارب ضحايا هجمات 11 شتنبر ضد المملكة العربية السعودية.