يعتزم الرئيس أوباما زيارة مدينة نيويورك، اليوم الخميس ، لإقامة مراسم خاصة مع عائلات ضحايا هجمات 11 شتنبر بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما تعهد البيت الأبيض البناء على ذلك، للقضاء أيضاً على التنظيم. يأتي هذا في وقت واصلت فيه وسائل الإعلام الأميركية نشر تفاصيل جديدة عن مقتل أسامة بن لادن. فقد قال مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA )، ليون بانيتا ، إن بلاده رفضت إعطاء باكستان معلومات عن العملية الخاصة بقتل بن لادن خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تخريب العملية ووصول المعلومات إلى الهدف. وأضاف بانيتا ، في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية، أن الإدارة الأميركية استبعدت خياري الهجوم بالطائرة أو بصواريخ كروز على مجمع بن لادن، وأنها ناقشت خيار الاستهداف المباشر خوفاً من السلبيات، ومن بينها ظهور القوات الباكستانية على مسرح المواجهة. وحول نشر صورة لجثة بن لادن، قال بانيتا إن الولاياتالمتحدة ستنشر في نهاية الأمر الصورة، لكن البيت الأبيض قال مجددا إنه لم يتخذ قرارا بعد في هذا الشأن. وأشاد نائب الرئيس، جو بايدن ، بعدم تسريب أية معلومة عن معرفة واشنطن بمكان اختباء بن لادن، علما أنه تم إبلاغ 16 عضوا في الكونغرس قبل أشهر من تنفيذ الهجوم الذي أدى إلى مقتله. وقال بايدن ، في خطاب ألقاه بواشنطن بمناسبة الذكرى 50 لتأسيس معهد «أتلانتك كوانسل» المتخصص في الدراسات عبر الأطلسي « لا يوجد أي مكان يمكن الاختباء فيه». من جانب آخر، دعت نافي بيلاي ، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان الولاياتالمتحدة، إلى تقديم تفاصيل للأمم المتحدة بشأن قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن بولاية نيويورك، سيطلب رسمياً إسقاط التهم بحق أسامة بن لادن بعد مقتله والتي رفعت ضد زعيم تنظيم القاعدة في الفترة التي تلت هجمات القاعدة على سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا. وأثارت عملية مقتل بن لادن ودفن جثته في البحر ،جدلا في واشنطن، لاسيما مع عدم نشر صور له ميتا، فيما أدرج بعض المشككين العملية في إطار نظرية المؤامرة. على صعيد آخر، أظهر استطلاعان للرأي نشرا في واشنطن ارتفاع شعبية الرئيس أوباما وذلك بعيد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. يأتي هذا فيما تحدثت وكالة بلومبورغ الإخبارية عن جدل ساخن يدور بين أعضاء الكونغرس الأميركي حول جدوى الدور الأميركي في أفغانستانوباكستان، ووجود قوات لواشنطن على الأرض هناك، بعد أن نجحت الولاياتالمتحدة في قتل زعيم تنظيم القاعدة دون الحاجة إلى مساعدة أو إبلاغ باكستان التي تعد من أهم حلفاء أميركا في المنطقة. ورغم أن الكثيرين كانوا يتوقعون أن يكون بن لادن مختبئا في أحد الكهوف في المنطقة الجبلية الوعرة بين باكستانوأفغانستان، غير أن وجوده في مُجمَّع فخم قرب العاصمة الباكستانية ،أثار تساؤلات عما إذا كان مسؤولون باكستانيون يعرفون مكانه ويوفرون له الحماية اللازمة. وتعليقا على هذا الاحتمال، قال الصحافي وعضو البرلمان الباكستاني، أياز أمير، «كيف ومنذ متى وصل إلى ذلك المجمّع؟ هل كنا نعلم بذلك أم لا نعلم؟» ومع ذلك ، ما زال التخبط والارتباك يميز تعامل كل من الولاياتالمتحدةوباكستان مع تفاصيل عملية اغتيال بن لادن، فجر الاثنين الماضي، في منطقة أبت آباد، شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وأظهر المسؤولون الأميركيون قدرا من التخبط بشأن نشر صور تتعلق بالعملية. فبينما حذر البيت الأبيض من أن الصورة التي التقطت لجثة أسامة بن لادن «فظيعة» وربما تؤجج المشاعر إذا ما نُشرت، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا إن واشنطن ستنشر في نهاية المطاف صورا لمقتل بن لادن. غير أن البيت الأبيض ما لبث أن أكد أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن الصور.