في سابقة هي الأولى من نوعها، فرض الأمن الوطني حصارا كبيرا ومشددا على مداخل المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بمناسبة احتضانه مباراة في كرة القدم (ليس إلا) جمعت الجيش الملكي بالدفاع الحسني الجديدي، عن الجولة السادسة من البطولة الاحترافية، وهي مباراة عادية جدا، لأنها لن تقرر مصير أي فريق. الحصار الخطير ضرب من بداية المدارة الحضرية القريبة من حي الفتح، حيث السياجات والأعداد الهائلة من رجال القوات المساعدة ورجال الأمن، الذين أخرجوا كل ما في دواخلهم من قسوة في مواجهة المتوجهين إلى الملعب، أو أصحاب السيارات وسيارات الأجرة المتوجهين إلى مدينة تمارة وحي الكيش. وهناك من أضطر إلى استعمال الطريق السيار للوصول إلى تمارة أو إيجاد مخرج للعودة إلى الرباط. والخطير أن سيارة إسعاف علقت بين السيارات التي لم يجد سائقوها فرصة للمناورة لتغيير الاتجاه. ولم يسلم ممثلو الإعلام الرياضي، الذين كانوا في مهمة تغطية المباراة، من عسف وتسلط بعض رجال الأمن، الذين أعادونا بسلوكهم إلى الزمن البائد، بدعوى أن التعليمات أعطيت لمنع كل السيارات من المرور وتجاوز الحواجز التي وضعت على بعد كيلومتر من المجمع الرياضي. وأمام البوابات الموصدة، وضعت الحواجز، ومنع رجال الإعلام من تجاوزها بسياراتهم، مع العلم بأن موقف السيارات الذي ألفوا ركن سياراتهم فيه، داخل المجمع كانت فيه العديد من السيارات. وفرض على طاقم القناة الثانية الانتظار لأكثر من 45 دقيقة، ولم يسمح لهم بالدخول إلا بعد انطلاق المباراة، أما الصحافة المكتوبة والإلكترونية فإنها ووجهت بكل ألفاظ المنع، وكاد رجل أمن أن يعتدي على رجل إعلام، مهددا إياه بالصفع، ومحاولا استفزازه بعد أن طلب من رجل أمن بالزي الرسمي تشغيل الكاميرا. واضطر الصحافييون والمواطنون إلى الوقوف في طابور كبير، وهم يسمعون وعيد وتهديدات رجل أمن بلباس مدني تحول إلى بطل في السب وإهانة كل من يحاول إستفساره. وأمام تشبث رجال الصحافة بحقهم في الدخول سمح لهم بذلك بعد مرور أكثر من نصف ساعة على انطلاق المباراة. وللتأكيد على معاناة رجال الإعلام أن منهم من أضطر إلى الوقوف، وتحمل بطش بعض رجال الأمن لأكثر من ثلاث ساعات، وهناك من سامح في تغطية المباراة وعاد إلى حال سبيله. يقع هذا من طرف بعض رجال الأمن الذين لا يقدرون خطورة ما يقومون به، في الوقت الذي يعمل المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني على بذل العديد من الجهود لتغيير نظرة المواطن لرجل الأمن، وليس أدل على ذلك من الأبواب المفتوحة التي نظمت في طنجة، والتي تابعنا خلالها كيف أن الابتسامة لم تفارق أفواه رجال الأمن. وأمام عسف رجال الأمن وسلوكهم المستفز، الذي تعدى كل الحدود، اتجاه رجال الإعلام تم التوقيع على عريضة ستوجه إلى المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني من طرف الصحافيين والمصورين المنتمين إلى 24 جهازا إعلاميا يمثلون الصحافة المكتوبة والإلكترونية والإذاعات الخاصة، إضافة إلى الإذاعة الوطنية، يبسطون من خلالها الجحيم الذي عاشوه مساء الأحد، لأن قدرهم وواجبهم المهني قادهم إلى المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط من أجل القيام بواجبهم فقط.