مازالت أصداء وتبعات أعمال العنف والشغب، التي عرفتها مدينة أكادير ، تعتمل داخل مختلف الأوساط بأكادير، خاصة وأن ساكنة أكادير ومدارها لم تتعود على مثل هذه الأحداث المؤسفة، والتي أدى ثمنها عدد من قوات الأمن والقوات المساعدة، مع تسجيل إصابة خطيرة لفرد واحد منها. كما أسفرت هذه الأحداث عن تخريب وخسائر خارج وداخل الملعب. فخارج الملعب، حيث كانت المواجهة بين فئة من مشجعي الفريقين الأكاديري وقوات الأمن، وقعت إلى جانب الإصابات في صفوف هذه الأخيرة، عمليات تكسير للحافلات والسيارات الخاصة. أما داخل الملعب، الذي تقرر أن يبقى فيه مشجعو فريق الكوكب المراكشي، في انتظار أن يغادر ويبتعد مشجعو الحسنية، وذلك تجنبا لأية مواجهة بين الطرفين، فإن هذه العملية، على ضرورتها، نتج عنها أن المشجعين المحتفظ بهم داخل الملعب بادروا إلى تكسير وتحطيم العديد من تجهيزاته. فأمام التغطية الأمنية التي كانت محدودة داخل الملعب، بادرت العديد من عناصر الجمهور "المحتجز" داخل الملعب إلى القيام بأعمال تخريب وتحطيم طالت الحواجز التي تفصل بين المدرجات، وطالت تجهيزات وأبواب المرافق الصحية. كما امتدت كذلك إلى مقاعد المدرجات، بالأخص المتواجدة بالجهة الشرقية للملعب. وحسب مصادر مطلعة، فقد قامت الشركة المسؤولة عن الملعب بإحصاء وتقييم الخسائر التي لحقت تجهيزاته، وقد حاولنا الاتصال بأحد ممثليها لأخذ المعطيات حول حجم هذه الخسائر، لكن هاتفه كان لا يرد. ونشير إلى أن الموقع الرسمي لحسنية أكادير نشر بيانا، بالفرنسية، يعبر فيه عن إدانة مكونات كل الحسنية لهذه الأحداث المؤسفة واللامقبولة، والتي نتجت عنها أعمال تخريب، وإصابات في صفوف قوات الأمن. ويبقى هذا المشكل، الخطير تأكيدا، مؤشرا على مستوى التدهور الذي أصبحت تعرفه مدرجات ملاعبنا، التي أصبحت توتراتها تنتقل إلى الشارع وإلى الفضاء العام، بشكل يهدد سلامة الجميع، حتى من لا علاقة لهم بكرة القدم. لهذا نتمنى أن تكون هناك تحركات حقيقية لمواجهة الموقف، بالصرامة، وبالحكمة اللازمة كذلك، والإنكباب على التجاوزات التي أصبحت تحكم العلاقة بين بعض فئات الجمهور، وبعض الأولترات، وإشراك هذه المجموعات في حوار، ومن خلال مواجهة حقيقية وصريحة لهذه المعضلة، التي أصبحت تكبر يوما بعد يوم، في كل مدننا، وفي كل ملاعبنا. فلم يعد هناك وقت يمكن تضييعه.