اعتقال 190 شخصا من بينهم قاصرون ظهور أشخاص ملثمين يثير الكثير من الشكوك والتأويلات... أحداث صادمة عرفها لقاء الوداد البيضاوي والجيش الملكي عن الدورة الخامسة والعشرين من البطولة الوطنية لكرة القدم، يوم السبت الماضي بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء؛ تخريب، تكسير، اعتداءات داخل الملعب لتمتد الشرارة إلى خارج المركب، حيث تشير الإحصاءات إلى عدة إصابات في صفوف رجال الأمن والمنظمين وتكسير عدد من السيارات وواجهات المحلات التجارية، وقد نتج عن ذلك اعتقالات في صفوف بعض المخربين، في حين اختفى الباقي ليضربوا موعدا آخر في فضاء آخر، لممارسة هواية التخريب والاعتداء على الأشخاص والممتلكات... وحسب معطيات من مصادر أمنية بالدارالبيضاء، فإن الأحداث التي عرفتها فترة بين شوطي مقابلة الوداد والجيش أسفرت عن اعتقال 190 شخصا، سيقدم منهم 47 متهما للمحاكمة، من بينهم أفراد من الجمهور المحسوب على فريق الجيش الملكي، بينما تصنف الأغلبية الساحقة من المعتقلين كجمهور للوداد... وبخصوص الإصابات داخل صفوف رجال الأمن، فإن مصدرا من ولاية الأمن يفيد بإصابة 34 فردا من بينهم 3 عمداء، بالإضافة إلى أفراد من القوات المساعدة، وقد سجلت الأحداث بصفة خاصة بالبابين 10 و14، مع العلم أن عدد رجال الأمن الذين كلفوا بتأمين هذه المقابلة وصل إلى 1800 فردا، وقد لوحظ خلال هذه الأحداث مجموعة من الأشخاص الملثمين الذين يعتدون بالضرب على رجال الأمن، ويتكرر ظهورهم بمركب محمد الخامس، سواء خلال لقاءات الوداد أو الرجاء، ويذهب البعض إلى وصف الأمر بوجود منظمة لا علاقة لها بجمهور كرة القدم، تستغل الانفلات الأمني الذي يرافق مباريات كرة القدم للقيام بنشاطات تخريبية واعتداءات على المواطنين وبصفة خاصة رجال الأمن. وقد اندلعت أولى شرارة الأحداث عندما تصدى جمهور من الفريق المحلي لجمهور قادم من الرباط عندما حاول هذا الأخير، تنظيم موكب خاص بجمهور الجيش من محطة القطار الدارالبيضاء الميناء، لتتحول بعد ذلك إلى تمرد على قرار إدارة الوداد بعدم السماح بدخول شخصين بتذكرة واحدة، وقد أظهرت كاميرات التلفزة سواء بالمغرب أوخارجه، أن الأغلبية الساحقة من مثيري الشغب هم من القاصرين، مع أن القانون يمنع حضور هذه الفئة للمباريات الرياضية دون مرافقة أحد أفراد العائلة من البالغين، ومع ذلك فإن حضور القاصرين للمقابلات الرياضية بجل الملاعب المغربية لا زال واقعا ملموسا. ولعل الخطير في الأمر هو العجز الذي أظهره رجال الأمن في التصدي للمشاغبين منذ البداية، حيث لوحظ اختفاء أصحاب البذلة الرسمية من المدرجات، ولم يظهروا إلا بعدما تم تكسير الكراسي وإزالة الحواجز الحديدية، وتخريب اللوحات الإشهارية المنصوبة بالقرب من رقعة الملعب. ما حدث خلال لقاء الوداد والجيش، ليس منعزلا ولا استثنائيا، فقد عرفت لقاءات أخرى خلال هذه السنة أحداثا مماثلة لا تقل خطورة، كما هو الحال بالنسبة للقاء الوداد ضد النادي القنيطري، ومقابلة النادي المكناسي والمغرب الفاسي، ومقابلات الرجاء البيضاوي، ومباريات كرة السلة، وغيرها من المناسبات الرياضية التي أصبحت مرادفا للشغب والتخريب. فهل يمكن القول، بعد كل هذه الأحداث المؤسفة التي تعرفها المباريات الرياضية وطيلة سنوات، بأن الشغب لم يعد ظاهرة حقيقية، وأن الأمر لم يصل إلى مستوى الخطورة التي تتطلب تدخلا حاسما، المؤكد بأن هناك شعورا على مستوى أجهزة الدولة بخطورة الظاهرة، والدليل على ذلك صدور قانون 09 – 09 بخصوص الشغب، وجاءت فصوله ومقتضياته بإجراءات وعقوبات زجرية، إلا أنه على مستوى التطبيق، لا زال هناك نوع من عدم الاكتراث على مستوى تنظيم المباريات الرياضية. الشغب المرافق للمباريات الرياضية وصل بالفعل إلى درجة من الخطورة ما أصبح يهدد بالفعل الأمن العام، وبالتالي فلابد من اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة الظاهرة التي اتخذت أبعادا تقتضي تدابير وقرارات استثنائية...