استيقظت أسرة الصحة بخنيفرة، ومعها الرأي العام المحلي، على نبأ العثور على الممرض مصطفى زلاغ جثة هامدة ببيته الواقع بالقرب من إعدادية الأمير مولاي عبدالله، ولم يصدق الكثيرون النبأ أول الأمر بالنظر لشهرة المعني بالأمر الذي شوهد قبل ليلة واحدة وهو يتجول بصورة طبيعية، بينما تناسلت الآراء والتخمينات ما بين وجود شبهة جنائية واحتمال أن تكون الوفاة سببها تسرب غازي أو اختناق بالفحم، غير أن التحقيقات الأولية نفت كل ذلك، وأكدت عدم وجود أية إصابات أوآثار عنف، في حين رست على ما يفيد أن المتوفى أصيب بسكتة قلبية. البداية كانت عندما كان زملاء المتوفي ينتظرونه بقسم المستعجلات، صباح الخميس 22 يناير 2015، لتوفره على مفاتيح صيدلية هذا القسم، والتي وضعها لديه أحد الممرضين الذي كان سيتغيب يومها في مهمة خاصة، حيث تم الاتصال لعدة مرات بالمعني بالأمر على هاتفه النقال الذي ظل يرن دون مجيب، ما ارتقى بشكوك الجميع، وربما حاول البعض التأكد من وجوده بالبيت عن طريق طرق الباب، وذلك قبل إشعار إدارة المستشفى والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالأمر المريب، ليتم الاتصال بوكيل الملك في الموضوع. وعلى الفور تم استئذان النيابة العامة لدخول بيت الممرض، بحضور عناصر الشرطة التي اقتحمت البيت، حيث تم العثور على المعني بالأمر جثة هامدة على أرضية المطبخ، والتلفاز لايزال يعمل وهو مثبت على قناة للقرآن، ولعل المتوفى قد شعر بأزمة صحية جعلته يتوجه للمطبخ للشرب أو ما شابه ذلك، ليلحق به الموت بهذا المكان، وبعدها نقلت جثته صوب مستودع الأموات لأجل إخضاعها للتشريح الطبي بغاية الوقوف على ملابسات الوفاة، قبل العدول عن عملية التشريح بعد إجماع الأطباء على أن الوفاة ناتجة عن أزمة قلبية مفاجئة. وقد تم تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، ظهر اليوم الموالي الجمعة 23 يناير 2015، في حضور حشد غفير من المشيعين من مختلف الشرائح الاجتماعية، وأفراد أسرة الصحة والمعارف والأقارب، وممثلي الهيئات النقابية والجمعوية المحلية. ومعلوم أن الفقيد الحاج مصطفى زلاغ كان معروفا لدى عموم ساكنة خنيفرة بحسن سلوكياته ، واهتمامه بالمسنين المشردين وإخلاصه المتفاني لمهنته بمستعجلات المستشفى الإقليمي الذي اشتغل به لسنوات طويلة، كما سبق له أن اختير ممرضا لفريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم.