قالت لبنى طريشة، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل إن «القطاعات عالية الدقة تشغل اليوم %70 من التقنيين و %30 فقط من المسيرين. والحال أنه بالكاد %25 من الشباب الحاصلين على الباكالوريا من يختارون التكوين المهني، بينما يتوجه %75 منهم للجامعات. وهكذا، يتمثل هدف خارطة طريق مكتب التكوين المهني في تصحيح هذه المفارقة، من خلال جعل التكوين المهني شعبة من شعب التميز ». وقدمت طريشة في لقاء نظمته مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك يوم الخميس بالدار البيضاء في إطار الندوة الثانية والخمسين ضمن سلسلة ندواتها « تبادل من أجل فهم أفضل » وفي افتتاح الندوة، أهداف الاستراتيجية الجديدة لمكتب التكوين المهني والورشات الرئيسية المدرجة في خارطة الطريق. كما أكدت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بأن جميع الجوانب المتعلقة بالظرفية الحالية تم أخذها بعين الاعتبار وبالأخص التكوين في المهارات الشخصية وإحداث جذع مشترك يضمن أساسا متينا ومتعدد الاختصاصات واعتماد مناهج بيداغوجية جديدة وإدماج الدعامات الرقمية في مسار التحصيل وإغناء محفظة التكوين. وباتت ثالثة رهانات تشكل أولويات مكتب التكوين المهني : البحث عن أوجه التعاون والتكامل بني مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل والجهات والمقاولات والتكوين وتثمين المكونين وإدماج سلسلة القيمة علما أن نجاح خارطة الطريق المذكورة يظل مرتبطا بالقدرة التوقعية للمقاولات في مجال الكفاءات والمهن. وضمت حلقة النقاش التي أشرفت على تنشيطها هدى فراح، مديرة الأكاديمية الدولية للتكوين كلا من لبنى طريشة، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل و صوفيا نوري، مديرة شريكة « Morocco N2Growth« و فاطمة الزهراء عزاوي، المسؤولة عن معهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالمنطقة الحرة بطنجة التابع لمجموعة رونو المغرب و حمزة الدباغ، مؤسس « Maroc Academy 3W.« ومن جهتها، عرفت صوفيا نوري الحضور بالتوجهات الجديدة لسوق الشغل، مركزة على الطلب القوي على المهن المتعلقة بالمجال الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة. ومن شأن هذه املهن والتكوين المتعلق بها أن تسجل نموا قويا في العقد المقبل. لكن من أجل معالجة إشكالية هجرة الأدمغة ومواجهة وصول الجيل » Y » لسوق الشغل، شددت نوري على ضرورة كسب وفاء المواهب الذي يشكل أحد التحديات الرئيسية للمغرب. لذلك يتعين على المقاولات في تدبير مواردها البشرية مراعاة طموحات هذا الجيل والمتمثلة في الرفاهية في العمل والبحث عن حس الانتماء والافتخار بانضمامهم للمقاولة. وبالنسبة للسيدة نوري، بجب في المقابل التركيز على تطوير المهارات الشخصية للمستخدمين، مع العلم أن الكفاءات التقنية هي في متناول الجميع بكيفية بسيطة. ومن جهتها، تقاسمت فاطمة الزهراء عزاوي مع الحضور تجربتها الميدانية في مجموعة رونو المغرب التي هي في بحث دائم عن الكفاءات التقنية. فركزت على أهمية الجانب المهني بالنسبة لمقاولات القطاع الصناعي، التي ال يمكنها بلوغ أهدافها بدون موارد بشرية مؤهلة. وذكرت المسؤولة عن معهد التكوين في مهن صناعة السيارات لرونو على سبيل المثال التعاون القائم بني مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ورونو المغرب. وبفضل هذه الشراكة، مكنت عدة عمليات في التكوين مصنع طنجة من الانطلاقة في الوقت المحدد وإنتاج 000 400 سيارة سنويا. وهكذا ساهمت هذه الشراكة بني القطاعين العمومي والخاص في بروز صناعة السيارات بالمغرب وهي الصناعة التي تأتي اليوم في مقدمة القطاعات المصدرة. وأخيرا، ذكر حمزة الدباغ ثالث رهانات رئيسية يجب مواجهتها على صعيد تشغيل الشباب : الرهان الديموغرافي لأن الوظائف الصافية التي يتم إحداثها كل سنة ال يمكن أن تستوعب الوافدين الجدد على سوق الشغل ثم الرهان التكنولوجي مع ما يواكبه من ثورة رقمية و تحول عاداتنا اليومية، مما لا يسمح باستباق تحولات سوق الشغل وأخيرا الرهان الاجتماعي المتعلق بحضور أجيال مختلفة في سوق الشغل، مما يقتضي عليهم العمل كفريق واحد. وهكذا ركز الدباغ على أهمية الرشاقة في العمل والثقة. فيتعين على المقاولات اعتماد أنظمة التكوين الرشيق لتدريب شباب رشيق بإمكانه التكيف مع كل ما هو غريب عليه. كما يجب نسج عالقات ثقة مع المستخدمين الذين ينتمون ألأجيال مختلفة.