"الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34        البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم (الدورة 11): "ديربي صامت" بدون حضور الجماهير بين الرجاء والوداد!    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسلوب جديد لعمل التنظيمات الجهادية
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 20 - 01 - 2015

التساؤلات العديدة التي أثارتها حادثة صحيفة شارلي إيبدو الأخيرة، حول طبيعة هذه العملية الإرهابية وكيفية تنفيذها، وعدم تفطن الاستخبارات الفرنسية إليها بصفة استباقية، أماطت اللثام عن طارئ جديد يتعلق بأساليب عمل التنظيمات الجهادية، مفاده أنّها تشهد الآن تغيّرا جوهريا على مستوى أسلوب العمل وأسس التنظيم، لتتحول من تنظيمات هرمية مترابطة إلى خلايا مستقلة بذواتها، يصطلح عليها استخباراتيا ب«الذئاب المنفردة»، ممّا يزيد من صعوبة اقتفاء أثرها والتصدي المبكر لأخطاره
كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يوم 15 يناير 2015 أنّ القبض على كريستوفر كورنل، قد تمّ على أساس اتّهامه بمحاولة قتل ضابط أمريكي، حسب ما أفادت به وثائق المحكمة، التي أشارت إلى أنّ كورنل نشر تغريدة على موقع «تويتر» يؤكد من خلالها دعمه لتنظيم «الدولة الإسلامية».
من ثمة كشفت التحقيقات الأولية أنه يُعتبر أحد الخلايا الإرهابية المنفردة والمتوحدة أو ما يصطلح عليه استخباراتيا ب«الذئاب المنفردة». وقد حصلت عملية الإيقاف هذه بعد أيام قليلة من حادثة «شارلي إبيدو» (باريس في 7 يناير 2015)، والتي لم تكشف التحقيقات بعد عن جميع تفاصيلها.
o ما معنى ذئاب منفردة؟
n يدلّ مصطلح «الذئاب المنفردة» الاستخباراتي على قيام شخص أو عدد من الأشخاص، غير المنظمين، أي أنهم لا يخضعون إلى تنظيم هرمي يتلقون منه التعليمات للقيام بعمليات إرهابية، بالتخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها ضمن إمكانياتهم الذاتية. وغالبا ما ينتمي هؤلاء المتطرفون إلى فئة الشخصيات السوية الاعتيادية التي لا تثير الشّكوك حول سلوكها وحركتها اليومية. وعادة ما تعود أصول الغالبية منهم إلى البلدان العربية والإسلامية.
ووفق هذا الطارئ التكتيكي، تتحول العمليات الإرهابية من عمليات واسعة تنفّذها تنظيمات ومجموعات منظمة إلى عمليات فردية ينفذها أفراد. ويمكن أن تتنزل هذه العمليات في إطار بحث المنظمات الإرهابية عن حلول لمواجهة مشكلة التمويل والنقص في القيادات الميدانية من الجيل الأول للقاعدة، الذين تقدّم بهم السن وخرجوا من الخدمة.
حيث تقوم عمليات «الذئاب المنفرد» عادة على مبدأ التمويل الذاتي المحدود واستخدام المواد التي تستعمل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها من الأسواق دون إثارة أيّ نوع من الريبة.
كما أنّ هؤلاء العناصر لا يترددون على المساجد، ولا يرتدون «السروال الأفغاني» ولا يطلقون لحيّهم، كما أنهم يتقنون أكثر من لغة مع إجادة التعامل مع وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة. حيث أنّ المعلومات التي توفرها لهم شبكة «الإنترنت»، حول كيفية التحول من مواطن عادي إلى «جهادي مفخخ»، تعتبر مادة قيّمة من وجهة نظر القاعدة و«الجهاديّين».
ولذلك تعمد المواقع «الجهادية» إلى تقديم معلومات مفصّلة بلغات أجنبية عديدة ومتنوعة، في إطار سعيها الدائم لاستهداف فئة الشباب في المجتمعات الغربية. من جهة أخرى، يعمد هؤلاء الجهاديون المنفردون إلى إيقاف جميع اتصالاتهم وحساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، قبل فترة من تنفيذ عملياتهم الإرهابية.
من جهة أخرى، فقد ظهرت عمليات «الذئاب المنفردة»، في وقت متأخّر، مع نهاية سنة 2009، باعتبارها البديل لعمليات تنظيم القاعدة المركزي. وفي هذا السياق، يجمع العديد من المراقبين على أنّ «القاعدة» لم تعد ذاك التنظيم المركزي الذي يعطي التوجيهات ويوفر التمويل، بقدر ما أصبحت أيديولوجية يمكن تبنيها من قبل فئة شباب في كلّ مكان وزمان.
وقد ظهر هذا النوع من العمليات بعد أن عجز التنظيم المركزي عن تنفيذ عمليات نوعية كبرى في البلدان الغربية، بعد تعرّضه لضربات قوية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وبعد مطاردة أغلب قياداته في وزيرستان واليمن ومناطق عدة من العالم واصطيادهم غداة أحداث 11 سبتمبر 2001.
من جهة ثانية، غالبا ما تتسم عمليات مراقبة واقتفاء أثر «الخلايا الفردية» أو «الذئاب المنفردة»، كما يسميها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي، بصعوبة أكثر رغم إجراءات المراقبة البشرية والتقنية المعتمدة في البلدان الغربية.
وهي تمثل تحديا حقيقيا بالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات، أكثر من شبكات العمل على الأرض، لأن الأخيرة يمكن أن توفر لها بعض المعلومات والحقائق من خلال المراقبة والمتابعة، أما الخلايا الفردية فهي عصيّة نسبيا عن المراقبة، خاصة أنّ الشخص الواحد يمكن أن يكون فعّالا وبعيدا عن الأنظار، ويتلقى تدريباته ودروس صنع المتفجرات باستعمال وسائل بسيطة وغير محظورة عبر على شبكة الإنترنت.
وفي سياق متصل، يرى المراقبون أن الاحتمالات التي تفيد بتصعيد عمليات الخلايا الفردية في أوروبا والولايات المتحدة بسبب الشحن »الجهادي« عبر شبكة الإنترنت والفضائيات التلفزيونية، كثيرة ومتعددة وفي تنام مستمر. خاصة أنّ طبيعة المواجهة والصراع بين التنظيمات الجهادية وخصومها، تحوّلت إلى مواجهات استخباراتية غير تقليدية، تستخدم فيها التكنولوجيا والتقنية الحديثة.
لذلك أضحى جيل «القاعدة» الثالث يتسم بسرعة الحركة والمرونة في التنقل بعد استغلاله لهذه الوسائل الحديثة. ولذلك يرى الخبراء، أنّ هذه الخلايا الفردية تمثل اليوم أكبر تحدّ بالنسبة إلى أجهزة الأمن والاستخبارات الغربية، لأنّها خلايا غير هرمية وغير تقليدية، ولا يمكن الوصول إليها من خلال اكتشاف تورّط أحد عناصرها.
كما يشدّد الباحثون على أنّ الخطب والمنشورات والصور المروّعة التي تتداولها شبكة الإنترنت عن الضحايا أو انتهاكات حقوق الإنسان، تمثل مادة جيدة لشحن مثل هذه الخلايا، باتّجاه تنفيذ عمليات انتقامية وانتحارية فرديّة في مجتمعاتهم وفي المجتمعات الغربية.
هذا وقد ذكرت شهادات وتحقيقات استخباراتية، أن بعض الخلايا المتوحدة تكون سوية ولا تجلب الانتباه. كما يشير عدد من المراقبين إلى أنّ التنظيمات »الجهادية« أعطت تعليماتها، عبر منتدياتها على شبكة الإنترنت، بضرورة التشبه بالمظهر الغربي، وحلق الذقن، حتى لا تثار حولهم الشكوك.
o هل تغيرت تكتيكات الجهاديين؟
n الجماعات »الجهادية« اليوم لم تعد تنظيما مركزيا، كما كانت الحال في كل من أفغانستان والعراق، فقد تحولت إلى أيديولوجية متطرفة تقوم على تحويل السلفية، إلى آلية تكفير وقتل، أي أنها صنعت من عقيدة السلفية قالبا تنظيميا تحت مسمى «التوحيد والجهاد».
وبذلك تحول تنظيم القاعدة الآن إلى أيديولوجيا «فكرية» متشظية تصعب السيطرة عليها بحروب تقليدية. وأكثر الفئات عرضة لهذا الخطر الأيديولوجي »الجهادي« التكفيري، هي فئة الشباب المهاجرين الذين يعيشون في الغرب، ويترددون على بلدانهم الأصلية ويعانون من فقدان الهوية. ولو تمّ استعراض عمليات الخلايا الفردية جميعها، لكانت خاضعة إلى هذا الاحتمال.
من جهة أخرى، تعتبر مناطق النزاع التي يشهدها العالم مصدر »إلهام« للشباب، لما تعرضه من صور الضحايا التي من شأنها أن تشحن تفكير الكثير من الشباب لكي يتحولوا في لحظة ما إلى خلايا فردية مفخخة في المجتمعات التي يعيشون في ظلها ويحسّون فيها بالاغتراب. ومن أبرز مناطق الصراع الآن نذكر سوريا وأفغانستان والعراق واليمن والصومال وليبيا وغرب أفريقيا.
لذلك، فإنّ فلسفة الخلايا الفردية اليوم، تخاطب الشباب من أصول عربية إسلامية في الغرب، وكذلك الشباب الذين تحولوا إلى الإسلام حديثا، ليكونوا محركات »جهادية« في مجتمعاتهم. وهنا يبرز دور المؤسسات الدينية في مواجهة هذا التطرف الفكري وهذه الجماعات السرطانية، من خلال عقد منتديات تكشف من خلالها زيف هذا «الفكر الجهادي».
وهنا بالتحديد يكمن الدور الريادي الذي تقوم به كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب، فكريا وفي معاقله، ودعمهما المتواصل لمختلف الدول التي تواجه معضلة التطرف.
o متى بدأ نشاط الخلايا المنفردة؟
n كانت بداية نشاط الخلايا المنفردة الفعلي، سنة 2009، عندما بدأ فيصل شاه زاد، (الباكستاني المولد، البريطاني الجنسية)، بالتخطيط لتفجير سيارة مفخّخة في يوليو 2010 بساحة التايمز سكوير في نيويورك.
من ثمّة جاءت محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، بتفجير عبوة على متن طائرة أميركية متجهة من أمستردام إلى الولايات المتحدة عشية أعياد ميلاد عام 2009، وكذلك عملية المجند الأميركي من أصل عربي نضال حسن، الذي أطلق النار على زملائه في قاعدة فورد العسكرية في الولايات المتحدة خلال نفس الفترة تقريبا.
من ثمّة تعددت نماذج هذه الخلايا المنفردة مع ظهور تنظيم »الدولة الإسلامية«، وتنوعت أماكن نشاطها وتوسعت لتشمل عدّة بلدان غربية، وأضحى خطرها يتجاوز كل الحدود والاحتمالات، خاصة إثر عملية شارلي إيبدو الأخيرة التي هزّت باريس، وما تبعها من عمليات معزولة شهدتها أرجاء متفرقة من فرنسا، أماطت اللثام مجددا عن خطر هؤلاء الأفراد الذين أثبتوا أنهم قادرون على التخفي ببراعة، والنجاح في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، ومن بين هؤلاء الأفراد الذين تم اكتشاف هوياتهم يذكر:
* محمد مراح: هو شاب فرنسي من أصل جزائري، اشتهر بعد قيامه بعمليات إطلاق نار وقتل جماعي في »ميدي بيرينيه« في 2012، وقد قتل حينها سبعة أشخاص منهم ثلاثة أطفال وحاخام يهودي، بالإضافة إلى جرح ستة آخرين.
وقد لقي مراح حتفه في 22 مارس 2012 بعد محاصرته في بيته لمدة 32 ساعة من قبل قوات الشرطة والجيش الفرنسيين. وكان لهذه الحادثة وقع كبير في وسائل الإعلام التي خصّصت أسابيع للحديث عنها، خاصّة لتزامنها مع الانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا سنة 2012.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية السابق، إيف بونيه، قد كشف عن تفاصيل جديدة في قضية محمد مراح، وفقا لتقرير بثته قناة العربية في 28 مارس 2012.
حيث أكّد، في حوار أجرته معه صحيفة »لاديباش دو ميدي« أنّ هناك احتمالاً كبيراً لأن يكون المتهم محمد مراح قد عمل بصفة مخبر لدى مصالح الأمن الفرنسية، مشيرا إلى أنّ »تصريحات برنار سكارسيني، رئيس المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية، تفيد بأنّ مراح كان على اتصال بضابط من داخل المديرية، ما يفيد بأنه كان على تواصل مع الاستخبارات الداخلية ولا أحد يعرف حدود هذا التعاون ومداه«.
* أمادي كوليبالي: هو شاب فرنسي من أصول أفريقية (مالي)، عمد إلى احتجاز عدد من الرهائن في متجر يهودي بباريس يوم 7 يناير 2015، بالتوازي مع العملية التي نفذها الأخوين كواشي على صحيفة شارلي إيبدو، قبل مقتله على أيدي قوات الأمن بعدها بيوم.
وسبق لكوليبالي أن أمضى ست سنوات في السجن، ليغادره سنة 2009 بعد انتهاء فترة عقوبته. وقد كشفت التحقيقات، أنّه كان على اتصال بشريف وسعيد كواشي، منفذا هجوم شارلي إبيدو، وهذا يخرجه ربما من دائرة تصنيف »الذئاب المنفردة«.
هذا وقد كشفت تصريحات الاستخبارات الفرنسية أنّ كوليبالي عمل كعميل لدى الاستخبارات الفرنسية الداخلية، وكان معروفا بعلاقاته مع المافيا الروسية المعروفة بتجارة السلاح، كما سبق له أن تعرف خلال عام 2007 على أحمد البقال، المتهم بمحاولة تفجير السفارة الأميركية بباريس، في سجن »لاكاز«، حيث كانا يمضيان عقوبة السجن معا.
* كريستوفر كورنل: هو مواطن أمريكي تم إلقاء القبض عليه يوم 15 يناير 2015، بتهمة محاولة قتل ضابط أميركي. وقال جون باريو، العميل بمكتب التحقيقات الفيدرالي »آف بي آي«، المسؤول عن عملية الاعتقال، إنّ كورنل كان تحت مراقبة ال«آف بي آي« لفترة طويلة قبل اعتقاله يوم 14 يناير 2015، بعد ثبوت شرائه لأسلحة نارية.
من جهتها ذكرت قناة العربية »أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يراقبه عن قرب وسبق أن دفع بأحد عملائه للتعرف عليه تحت غطاء إقامة صداقة معه، وبحجة مناصرته للجماعات الجهادية«.
* همام البلوي: هو مواطن عربي من أصل كويتي تذكر عديد التقارير أنّه كان عميلا مزدوجا لل«سي آي إيه« واستخبارات دولة عربية من جهة ولتنظيم القاعدة وطالبان من جهة أخرى.
اعتقل عام 2008 من قبل جهاز مخابرات دولة عربية لنشاطه في الترويج للمنتديات »الجهادية«، وقد وافق الجهاز الاستخباراتي على الإفراج عنه مقابل تجنيده وتوجّهه إلى وزيرستان باكستان للعمل مع طالبان باكستان، وهو ما وافق عليه همّام. من ثمة عمل مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية كعميل لهم في صفوف القاعدة قبل أن يتحول إلى عميل مزدوج.
نفذ عملية انتحارية في مقر وكالة الاستخبارات الأميركية في ولاية خوست الأفغانية في 25 ديسمبر 2009، أسفرت عن مقتل 7 عناصر من عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
o هل هنالك إخفاق استخباراتي؟
n الخلايا المذكورة جميعها كانت تحت المراقبة، وقد ثبتت علاقاتها بالجماعات »الجهادية«، وكانت ترتبط في نفس الوقت بعلاقة مع الاستخبارات الغربية.
والمشكلة هنا تكمن في أنّ إدارة العميل المزدوج ليست سهلة، في الوقت الذي تحاول فيه أجهزة الاستخبارات إنشاء علاقات مع أنصار أو أعضاء هذه الجماعات، فالأخيرة هي الأخرى تعمل استخباراتيا من خلال بحثها حالات تماس واختراق لأجهزة الاستخبارات، من أجل كشف وسائل وأساليب عملها تجاهها، وبالتالي كشف أهدافها.
وفي هذا السياق، يشير المراقبون إلى أنّ لبّ القضية يعتمد على من يدير هذه اللعبة المزدوجة من طرف أجهزة الاستخبارات، أي الضابط العميل المُشرف والمعني بإدارة مثل هذا النوع من العمليات، والذي يجب أّلاّ يكون عميلا حديث العهد في العمل الاستخباراتي، وأن يكون مطّلعا على عمليات إخضاع العميل المزدوج إلى عمليات اختبار وكشف ومراقبة فنية وبشرية، بين فترة وأخرى وألّا تتوقف تلك الاختبارات عند مرحلة معيّنة.
وأي قواعد تخالف ما سبق تُعتبر إخفاقا استخباراتيا، وهذا بالفعل ما حصل حتى مع وكالة ال«سي آي إية«، وهو الآن يحدث مع الاستخبارات الفرنسية.
ولذلك فقد أكدت الاستخبارات الفرنسية والبريطانية مرارا، أنّ »الذئاب المنفردة« لا يمكن التنبؤ بها وتعتبر تحديا خطيرا، وهذا ما أكده منسق مكافحة الإرهاب في المفوضية الأوروبية جليوس دي كروشوف، في أعقاب حادثة شارلي إبيدو.
عن (العرب اللندنية)
نهاية أسطورة «الذئاب المنفردة» في فرنسا كما في بلجيكا
رأى خبراء أن اعتداءات باريس وتفكيك خلايا إسلامية متطرفة في بلجيكا تنهي فكرة «الذئاب المنفردة» التي تنحو إلى التطرف وممارسة العنف بصورة منفردة دون علاقة بتنظيم متطرف.
وسواء تعلق الأمر بالأخوين كواشي منفذي هجوم شارلي ايبدو أو احمدي كوليبالي محتجز الرهائن في متجر يهودي بباريس أو باقي المتطرفين الإسلاميين الذين مارسوا العنف في السنوات الأخيرة في الدول الغربية، تظهر التحقيقات أو ستظهر أنه كان لهم بدرجات متفاوتة صلة أكيدة بتنظيمات أو تيارات إسلامية متطرفة منخرطة في ما تعتبره «جهادا عالميا».
ويقول جان بيار فيليو أستاذ العلوم السياسية بباريس أن «تفكيك شبكات تشكلت في فرنسا وبلجيكا يظهر مرة أخرى عبثية أسطورة «الذئب المنفرد» (..) هذه العبارة التي روج لها كثيرا هي مجرد اختراع لمثقفين ظهر في الولايات المتحدة حين بدأت تظهر بوادر الضعف على «الحرب الشاملة ضد الإرهاب» التي أطلقتها إدارة جورج بوش في 2001».
ويوضح هذا الخبير في التنظيمات الإسلامية أن «غياب أهداف يمكن الوصول إليها بسهولة في أراضي الجهاد، جعل مجموعة خبراء مفترضين (..) يغذون نظرية التهديد المنتشر. ويهدف اختراع هذا العدو الداخلي الحاضر باستمرار ولا يمكن القبض عليه، إلى تبرير إجراءات تضييق على الحريات من نوع «باتريوت اكت» الذي تبين أن نجاعته محل شك».
وأضاف أن «التلويح بشبح «الذئب المنفرد» ليس من شأنه سوى إشاعة الغموض وتفادي تحديد المسؤولين الحقيقيين عن الإرهاب أي من يعطون الأوامر المتمركزين في الشرق الأوسط».
لقد كان الأخوان كواشي على صلة بالفرع اليمني من تنظيم القاعدة الذي يعتبر الأشد خطرا في التنظيم الذي أنشأه أسامة بن لادن. أما كوليبالي فقد أعلن أنه ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
ويوضح لوي كابريولي القائد السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز سلامة الأراضي الفرنسي «يبدو أن كوليبالي لم يكن له اتصال مباشر مع داعش، فقد اختار أن يكون ذراعهم المسلحة». و»لقد استلهم تهديداتهم ضد فرنسا وجعل منها معركته (..) وهذه قوة الخطاب الجهادي، فهو يدفع إلى تنفيذ عمليات انتحارية أشخاصا لم يكونوا قبل شهرين يفكرون فيها. أن تلاعبه ب العقول استثنائي».
ومع أنه تصرف منفردا، فقد أظهر التحقيق أنه كان على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ويؤكد فيليو «خلف الاعتداءات الإسلامية نعثر دائما على جهة أصدرت الأمر».
وطريقة إسداء الأوامر تختلف. فعلى الرغم من أن القاعدة أو الدولة الإسلامية تؤكد في عمليات التبني أن «الأبطال» الذين نفذوا تلقوا تعليمات دقيقة، فإن التحقيقات تظهر أن المنفذين منحوا في أغلب الأحيان حرية اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ. وتوفر التنظيمات التمويل الذي لا يشكل مبالغ مهمة.
ويرى مركز الأبحاث «صوفان» في نيويورك أنه يتعين استبدال مصطلح «الذئاب المنفردة» بمصطلح «الذئاب المعروفة» لأنه يبدو أن معظم المتطرفين الذين ينفذون عمليات كانوا معروفين وتحت المراقبة في كثير من الأحيان من قبل قوات الأمن.
وقال المركز في تقرير الجمعة «هؤلاء الأفراد الذين يتحركون منفردين أو في مجموعات صغيرة، كانوا قيد المتابعة من مختلف الوكالات والمنظمات (..) وهذا يظهر صعوبة مراقبة ناجعة لأفراد يكونون عند ملتقى الجريمة والإرهاب».
وتابع التقرير «يبدو انه في بلجيكا نجحت السلطات في قراءة معلومات استخباراتية عن تحركات في مناطق الجهاد مع معلومات حول أفراد لديهم سوابق في الجريمة، وهو ما أتاح تنظيم عمليات هدفت إلى منع اعتداءات محتملة».وأضاف «سيكون من الأساسي في 2015 وما بعدها الاستمرار في التصدي لخطط «الذئاب المعروفة» من خلال القراءة الجيدة للقاء الأفكار المتطرفة مع السلوكيات الإجرامية».
وتعد بلجيكا التي نفذت عملية واسعة ضد خلية جهادية كانت على وشك الاعتداء على الشرطة العدد الأكبر من الذين غادروا للقتال في سوريا ، نسبة لحجم سكانها، وحيث تنتشر بؤر للإسلام المتطرف في بروكسل وضاحيتها وحتى في انفير وفرفييه.
وقالت النيابة إن الخلية التي تم تفكيكها الخميس كانت تعد لقتل عناصر من الشرطة على الطريق العام وفي مراكز الشرطة، وان بعض أعضائها من العائدين من سوريا.
ولكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال الجمعة إن لا علاقة بين هذه العملية واعتداءات باريس في 7 يناير.
وفي فرفييه، شرق بلجيكا، لم يتردد ثلاثة رجال من إطلاق النار على الشرطة التي حضرت لاعتقالهم فقتل منهم اثنان واعتقل الثالث.
وتفيد الأرقام الرسمية أن 335 بلجيكيا غادروا للقتال في سوريا، 184 لا يزالون هناك، و50 قتلوا و101 عادوا إلى بلجيكا. وهو عدد كبير لبلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة.
وكانت بلجيكا أول بلد أوروبي يدق ناقوس الخطر مطلع 2013 حول التهديد الذي يمثله الجهاديون الأوروبيون العائدون من سوريا والعراق. وساهمت مع فرنسا بشكل خاص في تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعنية بهذه الظاهرة.
ولطالما استبعدت بلجيكا تنفيذ عمليات على أراضيها، واعتبرت أنها تستخدم كقاعدة خلفية للجهاديين.
وأطلقت أول النداءات التحذيرية في منتصف التسعينات عندما هددت الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية بالانتقام من بلجيكا بعد تفكيك خلية لها في بروكسل.
ولكن لم يتم إدراك الخطر حقا إلا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وبعد أن تبين أن قتلة القائد احمد شاه مسعود المقاتل ضد طالبان في أفغانستان كانوا يحملون جوازات سفر بلجيكية وتلقوا مساعدة لوجستية في بلجيكا.
وبعد يومين من هجمات نيويورك، أوقفت شرطة بلجيكا التونسي نزار طرابلسي لاعب كرة القدم المحترف السابق والناشط في القاعدة الذي كان يخطط لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة ضد قاعدة عسكرية بلجيكية يتولى فيها، وفق خبراء، جنود أمريكيون حراسة صواريخ نووية.
ومنذ ذلك التاريخ، شددت بلجيكا قوانين مكافحة الإرهاب وأمنت عمليات إصدار جوازات السفر وكشفت عددا من الشبكات. وفي نهاية 2008 نفذت عملية تمشيط عشية قمة أوروبية كانت على وشك أن تلغى.
وقبل فترة قليلة، بات التهديد الذي يتربص ببلجيكا أكثر وضوحا مع ظهور مجموعة شريعة4بلجيكا في انفير شمال البلاد بزعامة فؤاد بلقاسم الذي تمكن بفضل قدرته على الإقناع من استقطاب عدد كبير من الجهاديين حوله.
تخصصت هذه المجموعة التي ضمت العشرات في إرسال متطوعين إلى سوريا، لكنها هددت كذلك بمهاجمة مواقع رمزية مثل القصر الرئاسي ودعت إلى إقامة «دولة اسلامية» في بلجيكا. أحيل 46 من أعضائها إلى المحاكمة وسيصدر الحكم بحقهم في منتصف فبراير عن محكمة انفير التي تحاكمهم منذ الخريف بتهمة الإرهاب.
ولكن السلطات لم تنجح في منع هجوم نفذه مهدي نموش العائد من سوريا ضد المتحف اليهودي في بروكسل وأوقع أربعة قتلى في أي ماي الماضي.
ويأتي معظم الشبان الذين غادروا إلى سوريا والعراق من أحياء فقيرة سكانها من أصول مهاجرة، في انفير وبروكسل، أو في فيلفوردي التي لم تتعاف قط بعد إغلاق مصنع رينو فيها في 1997. من فيلفوردي غادر 28 شابا للقتال.
وفرفييه حيث نفذت عملية الخميس معقلا آخر للتطرف. فهذه العاصمة العالمية السابقة للصوف التي يعيش فيها 55 ألف نسمة باتت من أكثر مدن البلاد فقرا. ولكونها معبرا بسبب قربها من ألمانيا، يشكل ذوو الأصول الأجنبية 15% من سكانها. وتعيش فيها جماعات شيشانية وصومالية بينهم مقربون من حركة الشباب، وفق الصحافة البلجيكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.