توارت إلى الخلف الأزمة الصامتة التي اندلعت بين المغرب ومصر، وهيمنت لغة التفاؤل في البلدين بعد الزيارة التي قام بها إلى بلدنا وزير الخارجية المصري سامح عاشور الذي استقبل الجمعة بفاس من طرف جلالة الملك، والتأكيد على قيام الرئيس السيسي بزيارة إلى المغرب ودعوة رسمية مصرية لجلالة الملك بزيارة القاهرة وعقب مباحثات بين سامح شكري وصلاح الدين مزوار، صدر بيان مشترك تعرض لمختلف جوانب العلاقات الثنائية وآفاقها فيما يمكن أن يعتبر « خارطة طريق» جديدة تسعى إلى تجنب عدم تكرار ما حدث في الأسابيع الأخيرة من سوء فهم . ومن أبرز ما ركز عليه البيان المشترك، التأكيد بصريح العبارة وبدون مواربة على دعم مصر لمشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية ، حيث شدد البيان على تأكيد وزير الخارجية المصري على « التزام مصر بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالحل الأممي لقضية الصحراء، وتأييدها لما جاء في قرارات مجلس الأمن حول المشروع المغربي للحكم الذاتي.» وبنفس الصيغة التأكيدية أكد البيان المشترك على «موقف المغرب الداعم لمسار التحول الديمقراطي في مصر، ومساندته لخارطة الطريق التي تبناها الشعب المصري عقب ثورة الثلاثين من يونيو، لانتخاب مؤسسات ديمقراطية بدءا بالاستفتاء على دستور جديد تم إقراره في بداية عام 2014 ، ثم انتخاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو الماضي في انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن الإرادة الساحقة للشعب المصري، وصولا إلى التنظيم المرتقب للاستحقاقات التشريعية في مارس 2015، « ووقوف المغرب» بحزم إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب، وإدانتها لأي أعمال تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها». وكانت قضية الموقف المصري من نزاع الصحراء والموقف المغربي من خارطة الطريق في مصر قد غذيا بورصة التكهنات في القاهرةوالرباط حول وجود تغير في الموقف الرسمي لكل بلد في ما يجري في البلد الآخر ، ليأتي البيان المشترك مزيلا لهذا اللبس. من جهة أخرى أكد البيان المشترك على عقد الدورة الرابعة لآلية التشاور السياسي وتنسيق التعاون الثنائي على مستوى وزيري خارجية البلدين في أقرب الآجال، وأن عقد هذه الدورة يأتي في سياق الإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس السيسي للمغرب وللجنة العليا المشتركة، والإسهام في إحداث قفزة نوعية في العلاقات المغربية المصرية والنهوض بالشراكة الاستراتيجية المنشودة بين البلدين. كما أبرز البيان أن وزير الخارجية المصري نقل دعوة إلى جلالة الملك من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري- مصر المستقبل»، المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015. ولتجنب الأسباب التي أدت إلى اندلاع الأزمة بين البلدين، والتي كانت بعض الانزلاقات الإعلامية من أبرز عناوينها ، أكد البيان المشترك، «أهمية تكثيف التشاور والتعاون بين المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة، ونقابات الصحافة في البلدين عبر تنظيم أنشطة مشتركة، بما في ذلك تكثيف الزيارات المتبادلة، من أجل الإسهام في حسن التعريف بمقومات البلدين وتاريخهما وخصوصياتهما الحضارية والثقافية والاجتماعية ويزيد من ترسيخ أواصر المحبة التي ربطت على الدوام الشعبين الشقيقين المغربي والمصري». يقول البيان. وكان جلالة الملك استقبل يوم الجمعة بالقصر الملكي بفاس وزير الخارجية المصري، وقال بلاغ للديوان الملكي إن سامح شكري «نقل لجلالته رسالة أخوة ومودة وصداقة من أخيه فخامة السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، « وكذلك دعوة من الرئيس السيسي لجلالته، للقيام بزيارة رسمية لمصر . وأضاف البلاغ أنه تم ، خلال هذه المقابلة، التأكيد على الإرادة المشتركة للبلدين لتطوير العلاقات الثنائية وإعطائها دفعة جديدة في مختلف المجالات، في أفق إحياء اللجنة العليا المشتركة التي يرأسها قائدا البلدين. الروح الجديدة ونبرة التفاؤل التي حملتها زيارة وزير الخارجية المصري إلى المغرب والتي ترجمها البيان المشترك، كانت حاضرة من خلال تكليف جلالة الملك للسفير المغربي في القاهرة محمد سعد العلمي للتوجه إلى مصر على متن طائرة خاصة لتقديم تعازي الرباط في وفاة أيقونة السينما المصرية والعربية ، الفنانة الكبيرة فاتن حمامة التي وافتها المنية عصر السبت وووريت الثري عقب صلاة الظهر أمس الأحد. وفي هذا الإطار ذكرت مصادر إعلامية مصرية أن سعد العلمي الذي كان متواجدا في المغرب، وصل إلى القاهرة قبل ظهر الأحد، حيث توجه السفير من المطار، فور وصوله ضمن وفد مغربي، إلى مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، للحاق بالجنازة.