لن يكون المنتخب الوطني الأولمبي حاضرا بنهائيات أمم إفريقيا، المقررة في نونبر المقبل بمصر، كما أنه لن يشارك في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، ليكرس غياب المنتخبات الوطنية الصغرى عن المواعيد الكبرى، ويكشف في الآن ذاته ضعف السياسة التي تعتمدها الجامعة بالنسبة للفئات العمرية، وهي السياسة التي كان المحصول فيها هزيلا جدا. لقد كانت محطة باماكو آخر محطة في مشوار العناصر الأولمبية، التي كانت تمني النفس ببلوغ النهائيات القارية، والمنافسة على بطاقة السفر إلى طوكيو، لكن المنتخب المالي أحبط كل الأحلام، وفرض قوته على العناصر الوطنية، التي وجدت نفسها متخلفة بهدف واحد في لقاء الإياب، الذي جرى أول أمس الثلاثاء بملعب موديبو كايتا بالعاصمة المالية باماكو.. وسجل الهدف الوحيد في اللقاء اللاعب ألي مايي في الدقيقة 60 من ضربة جزاء. ورغم سوء أرضية الملعب، إلا أن المنتخب الأولمبي ظهر بشكل مقبول، وأهدر بعض الفرص عن طريق يوسف النصيري. لكن الشوط الثاني، شهد اندفاع المنتخب المالي للهجوم، حتى ارتكب المدافع أشرف داري، خطأ داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ضربة جزاء، سجل منها أليي هدف الفوز. وحاول المنتخب الوطني تعديل النتيجة، لكنه فشل أمام خبرة وتمرس لاعبي منتخب مالي. ويمكن القول إن المنتخب الوطني الأولمبي قد أضاع التأهل بالمغرب، حيث اكتفى في لقاء الذهاب بالملعب الكبير لمراكش بالتعادل 1 – 1، أمام حضور جماهيري قليل جدا. واستغرب الجميع كيف أن الجامعة غامرت ببرمجة مباراة مصيرية في ملعب مراكش، الذي احتضن في ظرف أقل من أسبوع خمسة مباريات، حيث كان من الممكن إجراؤها بملعب صغير، يكون فيه الحضور كثيفا، ويمنح اللاعبين طاقة معنوية إضافية، لاشك أنها كانت ستساعدهم على إنهاء مرحلة الذهاب بفوز. ومن الملاحظات التي تم استخلاصها من هذه النتيجة المخيبة أن الجامعة حينما سلمت المنتخب الأولمبي خلال الشهر الماضي لباتريس بوميل، الذي عمل مساعدا للفرنسي هيرفي رونار عندما كان على رأس المنتخب الوطني الأول، غامرت بمستقبل هذه الفئة، لأن بوميل وجد نفسه خلال مواجهتي مراكش وباماكو يكتشف اللاعبين، بديل تخطيطه المرتبك، واختياراته التكتيكية العشوائية، والتي تجلت بوضوح في مراكش. لقد كان على الجامعة أن تضمن الاستمرارية لهذا المنتخب وتبقي على الهولندي مارك فووت، الذي قاد المنتخب الأولمبي سابقا، وتم الانفصال عنه بعد الهزيمة أمام الكونغو الديمقراطية، التي أخرجت العناصر الأولمبية من السباق، قبل ان تعود بقرار، بعد تصدي الجامعة ضد اللاعب أرسين الذي تجاوز السن الأولمبي، وأن تمنحه هذه الفرصة، التي كان لا محالة ستكون حافزا معنويا له وللاعبين. وعموما، فقد كان إقصاء المنتخب الوطني خيبة جديدة تضاف إلى السجل السلبي للكرة الوطني، وتسائل الجامعة التي يبدو أنها باتت مدعوة إلى وضع استراتيجية جديدة رفقة المدير التقني الوطني الجديد، يكون فيها العمل القاعدي في صلب الاهتمام، وتواكب الأندية في سياسة التكوين، حتى تكون الخيارات متاحة ومتوفرة بشكل كبير. الأكيد أن الإقصاء يصعب هضمه، خاصة في ظل الإمكانيات المالية المتوفرة، والتي يتم وضعها رهن إشارة المنتخبات الوطنية، إلا أن العنصر المالي وحدة لا يكفي، بدليل أن المنتخب المالي لا يتوفر حتى على نصف ما يتوفر لدى منتخبنا الأولمبي، ورأينا كيف أظهر تفوقا واضحا في مواجهة اللاعبين المغاربة، وهذا بفعل سياسة الجامعة المالية، التي تعتمد على التكوين وتستثمر فيه، ولاحظ الجميع مدى تألق منتخب الشبان في نهائيات كأس العالم، وهو المنتخب نفسه التي تفوق علينا، وأعلن عن نفسه مرشحا قويا لبلوغ الأولمبياد. والغريب أن المنتخبات العربية كلها شربت من نفس الكأس، ليقتصر الحضور في النهائيات القارية على المنتخب المصري، محتضن البطولة الإفريقية.