في جنازة مهيبة، وبقلوب خاشعة مفعمة بالحزن والأسى، ودع الاتحاديون رفقة ثلة من الأطباء ومناضلي مختلف المشارب السياسية والنقابية والحقوقية، الدكتور أحمد مقتاد إلى مثواه الأخير، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة المنار- عين الشبيك. ودعوا الإنسان الوديع المتواضع والمناضل الصلب الذي يلين عند المواقف والطبيب الخدوم البشوش ما أهله لاكتساب احترام محيطه وثقة مرضاه. وفي كلمة مؤثرة ألقاها باسم التنظيمات الحزبية بمكناس، عدد الأخ عزيز العكباني مناقب الفقيد، مذكرا بخصاله النبيلة، مشيرا إلى أن ابتسامته كانت تسبق يده عند السلام، وهو الذي لم يسبق له أن جرح أحدا لا سلوكا ولا لفظا، وهو المناضل من طينة المناضلين الأوفياء يوم كان للنضال ثمن ومعنى. وذكر عزيز في كلمته التأبينية بمجايلة الفقيد للكبار من أمثال الشهيد عمر بن جلون وطه منصور ومحمد نوبير الأموي وصديق الراحل الدكتور محمد بوراس والشنفوري بعد التحاقه بكلية الطب بالرباط، وساهم إلى جانب إخوانه في الاتحاد الوطني لطلة المغرب حيث يشهد له الجميع أنه كان مناضلا صلبا ثابتا على المبدأ والفكرة. وفي مجال مهنته قال عزيز « إن الله يا أخانا أحمد يسر لك مهنة الطب النبيلة والشريفة لأنك تتمتع بأخلاق النبل والشرف وعلى يدك أنقذت مئات بل الآلاف من المرضى الذين بفضل الله وبفضلك تم شفاؤهم وأعيد إدماجهم في الحياة «. أما في علاقته النضالية داخل البيت الاتحادي فقد قال العكباني « عزاؤنا فيك يا أخانا أحمد أنك قد تركت سيرة نقية ملؤها التسامح والرغبة في التجميع وتوحيد الصف وكنت دائما تمد يدك للجميع وتحاول أن تصلح ذات البين بين الاتحاديات والاتحاديين حتى إذا أحسست بعد القدرة على ذلك أخذت لنفسك مساحة من الاحترام والتقدير من طرف كل من عرفك «، وعرج في كلمته التأبينية على حياة الراحل الأسرية موضحا أنه «ترك فينا جميعا عائلة نقية تتقدمها الدكتورة فوزية بوقنطار وأبناؤك علي ومنصف وبناتك كاميليا وياسمينة». هذا ورفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يشمل الفقيد بشآبيب رحمته ويغفر له ويكرم مثواه ويسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وتتقدم الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي القوات الشعبية بمكناس، نيابة عن كافة التنظيمات الحزبية، بأحر التعازي والمواساة القلبية إلى زوجته فوزية بوقنطار وابنتيه كاميليا وحرمها نورالدين الساوري وياسمينة وزوجها مجيد بنخاطر وابنيه منصف وحرمه مريم الهاشمي وعلي وزوجته عفاف أدرودن، والعائلة الاتحادية والطبية والأهل والأحباب والأصهار، راجية من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.