صممت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا " بدلات جديدة للمشاركين في الرحلات الفضائية إلى المريخ والقمر وغيرهما من الكواكب، وقالت أنّ البذلات هذه Z ? 2 لا تزال مجرد تصميم، وهي تحتوي على بقع باعثة للضوء وخيوط للإنارة التي يمكن أن تكون مخصصة لتحديد هوية الأفراد. وقد حصلت هذه التقنية على تصويت 63 % من مختصين، وسيتم صناعة هذه البذلات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويحتاج رائد الفضاء إلى بذلة خاصة عند الخروج من المركبة للفضاء، ذلك أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض وحتى ارتفاع 75 ميلا من مستوي سطح البحر يتكون من 20% أكسجين و80 % نيتروجين بعد هذا الارتفاع يبدأ الفضاء الخارجي. فعلي ارتفاع 18000 قدم تصبح كثافة الجو المحيط نصف كثافته فوق الأرض. وبعد 40000 قدم يصبح الغلاف الجوي رقيقا به أكسجين قليل مما يتطلب من الشخص الطائر ارتداء قناع الأكسجين، وعلى ارتفاع 63000 قدم لا بد أن يرتدي الإنسان بذلة الفضاء لتمده بالأكسجين وتحافظ على الضغط الجوي حول جسمه لتظل سوائل الجسم في حالة سائلة، لأن الضغط الجوي في هذا الارتفاع غير كاف للحفاظ على هذه السوائل من الغليان وتكوين فقاعات من النيتروجين المذاب في سوائل الجسم. ومن المشاكل التي يتعرض لها رائد الفضاء عند السير في الفضاء الخارجي، كما حدث في الخروج من محطة الفضاء الدولية أو النزول والسير على سطح القمر أو أي عالم بلا ضغط جوي أو ذات ضغط جوي منخفض جدا. فلو لم يرتد بذلة فضاء سيغمي عليه في 15 ثانية لعدم وجود الأكسجين. وسيغلي الدم ويتجمد لعدم وجود ضغط جوي. وتتمدد الأنسجة الداخلية كالقلب والجلد لغليان سوائل الجسم. لأنه سيتعرض لدرجة حرارة تصل 100 - 120 درجة مئوية. ولأنواع مختلفة من الإشعاعات كالأشعة الكونية وجسيمات الرياح الشمسية المشحونة. فهذه البذلة توفر لرائد الفضاء البيئة والحماية التي يجدها داخل المركبة الفضائية أو فوق الأرض لو خرج من المركبة للفضاء المترامي. والبذلة تتكون من طبقة لها قدرة كبيرة على امتصاص البول الذي يخرجه رائد الفضاء وطبقة بها سائل تبريد وللتهوية والتخلص من الحرارة الزائدة التي تنتج نتيجة السير في الفضاء وزمزمية للشرب واسطوانة ثانية بها أكسجين احتياطي. وفي عصر مكوك الفضاء للرواد ملابسهم المختلفة حسب المهمة التي يقومون بها بالفضاء. فعند الصعود أو العودة كل فرد من الطقم يرتدي أجهزة خاصة عبارة عن بذلة ضغط ومعه مظلة مشدودة ومطوية. والبذلة بها أكياس تملأ بالأكسجين تنتفخ تلقائيا لو انخفض الضغط الجوي داخل كابينة المكوك ويمكن نفخها يدويا أثناء دخول جو الأرض فبدون ضغط البذلة على الجسم والساقين، فإن الدم سيتجمع في الجزء السفلي من الجسم ليغمي على الشخص، لأن المركبة عائدة من جاذبية متدنية جدا إلى جاذبية الأرض، ويمكن لرائد الفضاء أن يعيش 24 ساعة لو خرج من المكوك فوق الماء. وبسبب النقص الحاد في الأكسجين بالارتفاعات العليا حيث يترقرق الهواء، مما يسبب حالة عوز في الأكسجين مما تسبب إثارة للجهاز العصبي يفقد الوعي ويزيد من سرعة التنفس والنبض. ولو طال النقص في الأكسجين يتلف المخ. وبسبب تخلخل الهواء وانخفاض الضغط الجوي في الارتفاعات العليا فوق 30 ألف قدم. فإن أنسجة الجسم لا تستطيع الاحتفاظ بغاز النيتروجين في السوائل بها. فتخرج كفقاعات وتمزق الخلايا الدهنية وقد تدخل مجري الدم وتعمل جلطة في الأوعية الدموية وهذه الحالة تعرف طبيا بانسداد وعاء دموي حيث تسبب الشلل أو تقلص الأعصاب والشعور بالألم في المفاصل الكبيرة نتيجة لضغط الغازات علي الأوتار والأعصاب مع تقلص الوعاء الدموي.