استفاد أكثر من 155 طالبا وباحثا في مجال الصحافة والإعلام قدموا من مختلف مدن المملكة من دورة تكوينية نظمها على مدى يومين 21 و22 يونيو الجاري معهد إيماتيك لمهن السمعي البصري وتقنيات الإعلام والتواصل بفاس. ومن أقوى لحظات الدورة ندوة فكرية تفاعلية عن الإعلام الجديد وصناعة المحتوى على الأنترنت من تسيير الصحفي جمال الفواسي وتأطير ثلة من الأساتذة أمثال الدكتور بلقاسم سهلي والدكتورة نوال موحوت مسؤولة التواصل بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس والأستاذ المحامي بهيئة فاس محمد بوكرمان والإعلامي عزيز باكوش. وقد نجح المنظمون في اختيار موضوع الندوة والتنسيق بين محاورها بشكل ملهم وجذاب، حيث قاربت بتناسق وتكامل جميل مجالات الإعلام والقانون، والاعلام والمحتوى، الإعلام الجديد كبديل ومتنفس من مختلف الجوانب المعرفية النفسية المهنية والأخلاقية. في هذا السياق تساءل حمزة لخضر مسؤول التواصل والإعلام بالمؤسسة في كلمة شكلت أرضية للندوة فيما إذا كانت التسميات والتوصيفات الجديدة التي أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي تفسيرا ملهما لما وصلت إليه التكنولوجيا الملهمة في أرقى تجلياتها، وهل ستشكل الصحافة التشاركية أو الانديميديا تغييرا مهما للصحافة التقليدية؟ هذا في الوقت الذي يحذر فيه نقاد الإعلام البديل والأشكال الجديدة للصحافة من انخفاض السلطة المؤسسية للسلطة الرابعة وهو ما قد تكون له انعكاسات خطيرة على الديموقراطية نفسها، يقول حمزة، مضيفا أن الإعلام الجديد أو الإعلام البديل كإعلام مواطن أو صحافة المجتمع كلها تسميات واكبت التحول العملاق والطفرة النوعية في مجال الاتصال والتواصل عند بني البشر، لا سيما منهم الشعوب والأمم العربية والإسلامية التي تفتقر إلى جرعات من الديمقراطية وحقوق الإنسان فيما باتت وسائل الإعلام المعتادة من جرائد ورقية وإذاعات وقنوات تلفزيونية في نظر الكثيرين تقليدية ومتجاوزة ولا تفي بالغرض. وفي تصريح على هامش الدورة أفاد توفيق تهامي وزاني مدير إيماتيك أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بفعل التحولات التكنولوجية المتسارعة بما يفرزه كل يوم، بل كل ساعة وحين من فضاءات جديدة للتفاعل والحوار الفوري بالصورة والصوت، حيث بات بإمكان الفرد ليس أن يقرأ الخبر ويتفاعل معه في حينه، بل ويصبح فاعلا وعنصرا حيويا بتوابله الخاصة وموزعا له بشكل يحقق متعة التقاسم الذاتي ولذة الاجتماع العام في طبعة البشري السحيق وعلى العكس ما يعتقده الكثير من أن مواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك وإنستغرام ويوتيوب وغيرها باتت تقدم خدمة مجانية تستفيد منها شريحة كبيرة مختلفة الأعمار والأجناس والأذواق من سكان الكرة الأرضية، فإن الحقيقة ليست كذلك تماما، لأن الضرر فادح على الشعوب المسماة دول العالم الثالث، والثمن باهض جدا والتكلفة جمة، والخسارات والانهيارات جسيمة بلا ضفاف، والانجرافات تحول المجهول على مستوى القيم وسلم التنمية البشرية الحقيقي مستمرة ومتواصلة بجد وبشكل فاق كل التوقعات من جهته أبرز فيصل السعيد أستاذ بالمعهد أهداف المسابقة التي أطلقها ايماتيك بهدف التنقيب عن الأصوات والأقلام الإعلامية الموهوبة لتشجيعها وتأطيرها، حيث فاز في المسابقة التي أطلقها المعهد ذاته عن صنف التعليق الصوتي بالمناصفة كل من سفيان أمنحود وابتسام جوهري، في حين فاز محمد بشريو مناصفة مع شيماء أزناك في صنف الصورة الفوتوغرافية. وفي صنف التقديم التلفزيوني والفيلم القصير فاز فيلم قيلولة لمخرجه ياسين الريحاني، وفازت بجائزة أحسن مقال صحفي خديجة زويشي فيما عادت جائزة أحسن تقديم إذاعي للمشاركة خديجة مكزارني.. وأبرز المتدخلون كل من زاويته التناقض الرهيب في فهم هذه الإشكالية، إذ بينما رآها الكثيرون فرصة حقيقية لكسب مزيد من حرية التعبير وترسيخ لدمقرطة الحياة العامة في كل مجالات الحياة والمعيش اليومي، رأى فيها آخرون أنها ليست كذلك إن لم تخضع لسلطة رقابة معينة، وإلا ستكون لها انفلاتات غير محمودة العواقب، وسجلواسطوة مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت في لحظة ما منصة بديلة نقلت من خلالها الأصوات الثائرة انتظاراتها لتتلقفها الملايين بالصورة والصوت ومفعمة بالحياة، فكان ما كان من انهيار أنظمة وسقوط منصات حكم إقطاعية عمرت لعقود. كما تطرقوا للأدوار التي لعبتها مواقع التواصل الاجتماعي في نشر تسريبات همت كبريات الدول والشركات وكبار الشخصيات في العالم وفق أجندة مخدومة ومحددة الأهداف سابقا. إلى ذلك تميزت الدورة التكوينية المجانية في مجالات مختلفة كتقنيات الكتابة للإذاعة والتقديم والتنشيط الإذاعي والتقديم والتنشيط التلفزيوني والتصوير الفوتوغرافي والتصوير بالفيديو والمونتاج بتأطير أكاديمي ومهني من قبل السادة الأساتذة الدكتور بلقاسم سهلي والصحفي بمحطة إذاعة فاس الجهوية عبد الحق بلوط والأستاذ نجيب طاهري والصحفي بإذاعة MFM جواد الرامي والصحفي فيصل سعيد وهشام زغاري أحمد عموري همت ورشات تكوينية مسابقات في مختلف فنون وتقنيات السمعي البصري ندوة تفاعلية وتكريمات وشواهد .. الحفل الذي قام بتنشيطه الإعلامي المعروف حسن شرو عرف تقديم أشرطة فيديو من إنتاج طلبة المعهد بحضور عدد من ضيوف شرف من اسر وأوليا الطلبة وكذا بعض الوجوه الإعلامية على مستوى الجهة التي أشادت بحسن التنظيم وبالطاقات الإعلامية الواعدة للمعهد.. واختتم المنتدى أشغاله بحفل فني متنوع بتتويج مجموعة من الطاقات الشابة في مجال الصحافة والإعلام.