حاول العشرات من المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين اتخذوا في وقت سابق الفضاء الرياضي المقابل للمحطة الطرقية اولاد زيان مخيما لهم، بترخيص من السلطات المحلية، اقتحام مؤسسة تعليمية بجوار «سوق الضمير» وغير بعيد عن المحطة، أول أمس الثلاثاء 2 يوليوز 2019، وذلك حتى يتخذوها مأوى لهم بعد أن شبت النيران في «مخيمهم» السابق الذي احترق عن كامله في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الفارط، على خلفية شجار بين عدد من المهاجرين الذين يوجدون في وضعية غير قانونية في ما بينهم. وتدخلت السلطات الأمنية من أجل الحيلولة دون ولوج المهاجرين المؤسسة التعليمية «ابن عربي» الفارغة والتي تم تخصيصها في وقت سابق لإيواء ضحايا فيضان درب السلطان، حيث تم صدهم والحيلولة دون تحقيقهم لمبتغاهم من طرف العناصر الأمنية والقوات العمومية، الأمر الذي جعلهم يعودون أدراجهم إلى البوابة الرئيسية للمحطة الطرقية، حيث ينتشرون بمدخلها ليلا ونهارا، في حين اختار البعض الآخر الانتقال إلى مقبرة الشهداء التي توجد على الضفة الأخرى من طريق اولاد زيان، والمبيت بجنباتها هناك. وجدير بالذكر أنه بعد أن خبت النيران التي اندلعت في «مخيم» المهاجرين المعنيين، تم إدخال عدد من الآليات والمركبات ووضع معدات للأشغال بالفضاء، في خطوة توحي بأنه من الممكن أن تكون السلطات المختصة قد استوعبت أخيرا، وبعد طول حين، الوضع الكارثي الذي يعيشه هؤلاء المهاجرون والسكان في المنطقة، في انتظار حلول فعلية لمعالجة الوضع ونقل هذه الفئة إلى وجهة أخرى، بالمقابل تتواجد عناصر أمنية من مختلف الأسلاك بشكل مكثف بالمنطقة منذ وقوع الحريق إلى يومنا هذا، وذلك للحيلولة دون تسجيل أية حالة غير طبيعية أو حادث مخالف للقانون.