اسلط مشاركون في لقاء نظمته، نهاية الاسبوع الماضي أكاديمية المملكة المغربية في إطار ندوة دولية تكريما للمؤرخ والباحث الراحل حاييم الزعفراني، الضوء على الدور الهوياتي لغناء اليهود واليهوديات في المجتمع المغربي. المشاركون في هذه الندوة أجمعوا على أن تقاليد اليهود والمسلمين المغاربيين تتضمن عدة قواسم مشتركة تتشابه، ليس في التقاليد الشفهية فحسب، ولكن أيضا في النصوص الاساسية ذات الأهمية الدينية، مع وجود عناصر موازاة بنيوية. وفي هذا الصدد، أكدت فانيسا بالوما الباز، باحثة بقسم الموسيقى وبيترهاوس بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، أن الأدب النسائي المغاربي يتضمن أوجه تشابه بين مواضيع اليهوديات الإسبانيات، واليهوديات العربيات واليهوديات الأمازيغيات. وذكرت في هذا الإطار بأبحاث حسناء لبادي حول التقاليد الشفهية النسائية المغربية الأندلسية (2009) وأبحاث مراد يليس حول الشعر النسائي الجزائري، ومحمد الحيان (1991) وسينتيا بيكر (2006) حول الشعر النسائي الأمازيغي، وهو ما يدل، برأيها، على أن هؤلاء النساء تقاسمن مواضيع متشابهة. من جانبه، قدم أحمد عيدون، الباحث المتخصص في اقتصاد الثقافة وعلم الموسيقى، عرضا حول الموسيقى اليهودية بالمغرب، أبرز من خلاله التعاون القائم بين الموسيقيين المسلمين واليهود، الذين كانوا يعشقون الموسيقى والفنون الأندلسية على وجه الخصوص، مضيفا ان الموسيقى اليهودية بالمغرب، التي تعتبر ثمرة تلاقح يهودي عربي بربري، أنتجت عدة موسيقيين كبار عبر التاريخ. وشكل تكريم الأستاذ حاييم الزعفراني، مناسبة للانكباب على أعمال هذا المفكر البارز، كمراجع أساسية فرضت نفسها مند مدة، وفرصة أيضا للوقوف على التراكم الحاصل في المجال المعرفي الخاص باليهود المغاربة وعلاقاتهم بمواطنيهم المسلمين، وكذا استشراف آفاق البحث حول ذات المجال في جامعات ومعاهد المملكة أو خارجها.