تنظم أكاديمية المملكة المغربية، يومي 12 و 13 يونيو الجاري بالرباط، ندوة دولية تكريما للباحث حاييم الزعفراني، وهو أحد الأسماء اليهودية المغربية البارزة في الثقافة المغربية بصفة عامة. يشكل تكريم الأستاذ حاييم الزعفراني، حسب بلاغ لاكاديمية، بصفته عضوا مراسلا بالأكاديمية، مناسبة للانكباب على أعمال هذا المفكر البارز، كمراجع أساسية فرضت نفسها مند مدة، وفرصة أيضا للوقوف على التراكم الحاصل في المجال المعرفي الخاص باليهود المغاربة وعلاقاتهم بمواطنيهم المسلمين، وكذا استشراف آفاق البحث حول ذات المجال في جامعات ومعاهد المملكة أو خارجها. وأوضح البلاغ أن هذا الباحث، كان في بداية مشواره مرتبطا بشكل وثيق بعد سنة 1956 بإدراج تعلم اللغة العربية ضمن مناهج مدارس الرابطة الإسرائيلية العالمية، والتي أصبحت في ما بعد تحمل اسم اتحاد المغرب. وفي ما يخص منهجيته العلمية وبحوثه، فقد اعتمد في تأليف العديد من الكتب والمقالات على كم هائل من المصادر والأرشيف وجميع أنواع الوثائق، خاصة باللغة العبرية، وأصبحت منشوراته المستندة إلى منهج علمي صارم، منذ صدورها، أحد أهم المراجع بالنسبة لكل الباحثين المهتمين في مختلف أنحاء العالم باليهود المغاربة. وتحمل أحد الأعمال الرئيسية لحاييم الزعفراني (1922 – 2004) عنوان «ألفا سنة من حياة اليهود في المغرب، تاريخ وثقافة وديانة». ويتضمن برنامج الندوة مداخلات حول «إسهامات حاييم الزعفراني في المدونة المعرفية لأكاديمية المملكة المغربية»، و»نظرة حول الأدب اليهودي-العربي بالمغرب»، و»الدور الهوياتي لغناء اليهود واليهوديات في المجتمع المغربي». وتهم المداخلات أيضا «حاييم الزعفراني، منعش الرافد العبري للثقافة المغربية»، و»آفاق إعادة كتابة تاريخ يهود المغرب»، و» المثقفون المسلمون واليهود في العالم القروي في المغرب من عهد الحماية إلى الاستقلال»، و»يهود المغرب، الماضي والحاضر». إن ما قدمه حاييم الزعفراني عن اليهود من أبحاث، يعد مخزونا علميا يحظى بالاهتمام والدرس، ذلك أنّ الرجل انكب على البحث منذ خمسة عقود من الزمن قصد بعث فكر يهودي ظل حبيساً لسنوات طوال، ومن خلاله حاول إثبات هوية يهودية انطلاقاً من كتابات خلفها يهود أسلاف، سواء تعلق الأمر بالتربية أو القانون أو الإبداع الشعري أو التفسير التلمودي أو النثر الفني أو الكتابات الصوفية والسحرية؛ فقد شملت مجمل هذه الكتابات معلومات قيمة يجتمع فيها التاريخي بالاجتماعي والديني بالفكري، علما بأن هذه القيم لا تنفصل في شموليتها عن المحيط العام الذي نشأت فيه، ونقصد بذلك الأندلس والمغرب؛ فالعلاقات التي كانت تربط اليهود بالمسلمين في هذا المحيط علاقات متينة بلغت مستوى الحوار والتلاقي، تجلى ذلك في الآداب الشفوية باللهجات المحلية، سواء منها اليهودية الأمازيغية أو اليهودية العربية أو اليهودية الأندلسية، زد على ذلك الأساطير والحكايات الشعبية وتقديس الأولياء.