1 مُلاحَقة: ما ذّنبُ قصيدةٍ حين تخرجُ عاريةً أو بحجابٍ بقافيةٍ أو بدونِ استئذانِ الخليلِ حينَ تُرافقكَ إلى مؤتمرٍ أو إلى فناءٍ مطلقٍ أو إلى مسالكَ جرحٍ لا يمسُّها الرعاةُ لا أحدَ يقدرُ ألمَكَ أوْ حروفَك التي يتطايرُ مِنها غضبُك الغامضُ لا أحدَ يعرفُ أن القصيدةَ سيفٌ دو حدينِ قوامٌ ملائكيٌّ مُعرَّضٌ للخيانةِ أو نهرٌ جارفٌ لا يتركُ لك صديقاً (....) في قلبِ الحديقةِ القصيدة تُسِرُّ لي رغبتَها في السيرِ معها قليلاً في غفلةِ المدعوين لأخذِ كأسٍ على انفرادٍ ! 2 - نفسٌ بعيد: يُطاردُنا الموتُ منْ حينٍ إلى حينْ كما كلبٍ مسعورٍ في ممرٍّ مُعتمٍ أو في حديقةٍ مهجورةٍ إلاّ من أنينْ قد نراوغُه في منعطفٍ أزرقَ في قرارةِ حِضنٍ أو تحتَ شجرةِ ثلجٍ أو في احتكاكٍ غيرِ مقصودٍ لا أتذكرُ في أحدٍ أمْ في اثنينْ وقعَ لي ذلكَ لمّا هزَّني رفيفُ حلَمة نهدٍ طائشٍ في غفلةِ جسدٍ مُسرعٍ توقفَ قليلاً رآني أرتعشَ من شِدةِ الكهرباءِ روحي تكادُ تزهقُ أنا لا أحلمُ أنا في هوىً جديدٍ أعثرُ أطيرُ لم أتمالكْ نفسِي أنا مَنْ يطاردُ الموتَ أمْ هُو منْ يُطاردُني على بُعدِ شبرٍ في نفَسٍ بعيدٍ؟ 3- مِرْآة: اليومَ عليَّ أنْ أعيدَ النظرَ في بعضِ المُسَلَّماتِ: مرآةُ غرفتِي الصغيرةُ غيمةٌ قلقةٌ انفجرتْ منَ الضحكِ لأنَّ عاشِقَها اعتُقلَ في طائرةٍ متجهةٍ نحو «كوالالامبورْ» لخيانتهِ مع امرأةٍ أخرى غيرةٌ أم بخارُ نوافذِ إغاثةٍ، الترابُ مجرد أكفانٍ لأجسادٍ فشلتْ في الحُبِّ وعاشتْ حياتها محتجزةً تحتَ ملابس سوداءْ، والهواءُ اسمٌ آخر لروحِ فنانٍ يبحثُ عن رئةٍ أخرى في ألوان الطبيعةِ فغرقَ في خيالِ فرشاةٍ، والموتُ الذي نراه يومياً على صفحاتِ الجرائدِ ويلاحقنا عند كلِّ وعكةٍ كذبةٌ لا يجبُ أن نصدِّقها كثيراً لأن هناكَ الكثيرُ من الموتى يُصافحِوننا ويفكرون في عشاءٍ فخمٍ على ضفافِ أنْهارٍ من عسلٍ، أما أنا فقد تركتُ القصيدة تشتعلُ على فرنِ أصابعي تركتُ الماضي يلاحقني أنهرُه كجروٍ مُخنثٍ أساءَ الأدبَ معي و أمسحُ عرقاً كثيراً عن وجهِ حاضرٍ صوتُه مجروحٌ ورِجلهُ اليسرى تعانِي من تشنجٍ حادٍ.