في القرن الواحد والعشرين وفي أغنى مدينة في الوطن وثالث أكبر مدينة أفريقية، وعاصمة المال والأعمال في أفق 2020، مازالت قفة رمضان محددا رئيسا في الانتخابات، اجتهاد في هذا الحي وذاك، في طرائق توزيع المعونة الرمضانية على معوزين بغية «تسخيرهم» خلال العملية الانتخابية، مع دخول الأسبوع الثاني من رمضان احتدم التنافس وكثرت خطط التوزيع من توزيع عبر سماسرة أو عبر جمعيات، سمحت لنفسها أن تلعب دور الوسيط بين كائن انتخابي وطبقة يتم استغلاهاللتصويت مقابل سد جوع البطن. أمر يدعو لوقفة حقيقية خصوصا إذا علمنا من هي الكائنات المحركة لمثل هذه الأفعال، وعلمنا أنها تنتمي للطبقة الميسورة ومنها من هو على جانب رفيع من التعليم ، تستغل هذه الكائنات عمليات التضامن التي تؤطرها الدولة بأهداف نبيلة ذات أبعاد إنسانية وروحانية، لتدخل هي على الخط وتعمل على تمييع العملية من خلال جعل الأهداف تذهب في اتجاه صندوق الانتخابات… جمعيات تجدها قابلة للتجنيد في هذا الباب ، تتسابق لتخدم هذا الكائن أوذاك مقابل عمولة أو غيرها ، نعم هناك جمعيات مختصة في العمل الاجتماعي ومن حقها أن تلعب هذا الدور التضامني وحتى مصادرها معروفة ، وتعمل بتنسيق مع السلطات، لكن في المناسبات القريبة من توقيت الانتخابات تجد الجمعيات المختصة نفسها أمام لاعبين جدد ويتعلق الأمر بجمعيات المفروض أن لها اهتمامات أخرى ، وقد تحولت في تلك الفترة إلى بوق أحدهم وتتخذ من التضامن والإحسان وسيلة لاستمالة الأصوات لمن سخرها ، مستغلة تسامح السلطات في فترة رمضان مع أفعال الخير اتجاه المعوزين وذوي الحاجة ..في السابق كانت الأحزاب تقوم بفعل الخير بشكل واضح، من خلال تسطير برامج رمضانية تتضمن الشق الثقافي والرياضي والاجتماعي، لتكريس الفعل التضامني ولإعطاء مدلول التآخي من خلال المساعدة الرمضانية، لكن في أفق البحث عن حلول جذرية لهذه الأسرتضمن أنفتها وعيشها الكريم ، كما أن العملية برمتها تدخل في سياق ثقافي روحاني وغيرها، اليوم بعض المحسوبين على أحزاب وأمام أعين هذه الأخيرة يعملون على «مقايضة» المعوز بقفة لا تسمن ولا تغني من جوع، دور السلطة ضروري لكبح هذا الخير الذي يتصاعد منه دخان الانتخابات، إما من خلال استفسار الجمعيات المانحة للقفف عن مصادر تمويلها او وقف العملية كليا والا يكون الإحسان إلا بإشراف الجهات المختصة رسميا .. وكانت الداخلية قد اعطت تعليمات للولاة والعمال بغية تتبع ومراقبة الإعانات الموزعة خلال شهر رمضان، حتى لا تحيد عن الهدف المسطر لها واستغلالها في حملات انتخابية ..وكانت العاصمة الاقتصادية قد شهدت خلال فصل الربيع، عملية تنظيم رحلات إلى منطقة مولاي يعقوب ممولة من بعض بارونات الانتخابات وكذا بعض الحالمين بموقع بارون.. يحدث هذا في مدينة عصرية حديثة المفروض أن درجة الوعي فيها قد قطعت أشواطا كبيرة، في اتجاه النضج الحضري، لكن الحلم يعاكس الجميع لأن أحياءها تعلن عن حقيقة سرعة الانحدار الذي بلغته المدينة